ثقافة المشية السودانية

ثقافة المشية السودانية فاطمة محجوب كرار اذا علمنا ان تماسك الجسد و متانة بنائه نتيجة لحسن التغذية يلعب دورا في طريقة المشية , فاننا عموم السودانيين نمشي بطريقة متفردة

ثقافة المشية السودانية

ثقافة المشية السودانية

فاطمة محجوب كرار

 

 

  اذا علمنا ان تماسك الجسد و متانة بنائه نتيجة لحسن التغذية يلعب دورا في طريقة المشية , فاننا عموم السودانيين نمشي بطريقة متفردة , و كل زول يمشي على كيف كيفو و بنفسية انه (يقدل فوق عديلو) و ليس نتيجة لتماسك الجسد او بطيخ , فهناك من يتجدع في مشيته , و هناك من تتل يدها و تفردها امامها و كانها بتعوس , و هناك من تمشي متمهلة و في بالها ان المراة لا يستحب ان تسرع في مشيتها و ايضا هناك من يمشي مصنقع و زي دا عمرو ما حيلقى ليهو حاجة واقعة , هناك من يكش خاصة عندما يلبس الشبشب و اذا كان زول مسلط و فرفار و بتحاوم في الحوش بالليل فيستحسن ان يطرد من البيت
فورا .
هناك قصة حقيقية لرجل طلق زوجته بحجة انها تمشي و كل كراع مقبلة على بلد ... بتحصل مع الرجال العجيبين ديل .... و عندما عاتبوه , علل ان مشيتها تشابه مشية الضفدعة – القعونجة الواحدة دي – طيب , ما القعونجة بتمشي عمرها كله كدا سمعتو بقعونج طلقا ؟!! اما انك انسان عجيب ياخ .
  و تختلف طريقة مشي الرجال عن النساء بسبب ان للنساء حوض اكبر و يحتجن لبذل جهد اكثر عند المشي لذلك نلاحظ تمايلهن , طبعا واحدات بزيدنو , الا ان هناك تمايل زيادة احيانا بسبب الضعفة , و الواحدة بكون حيلها ما شايلها (جات تتلولو فينا زي قصبة الجرف) عبارة قالتها و احدة زهجت من جارة قادة الدرب عليهم ... و كترة الطلة تمسخ خلق الله .
    يمكن التعرف على هوية الشخص من قياس ذبذبات الارض اثناء المشي , و قيل ان هذا علم قديم لدى العرب يسمونه (القيافة) , كما يقال ان الكلاب عندما تضع آذانها على الارض تتعرف على اصحابها بتلك الذبذبات .
اشهر مشية هي مشية عارضات الازياء و التي تكون بطريقة معينة القصد منها توضيح تفاصيل الزي الذي تعرضه , و في مرة شاهد جدتي عارضات يمشين بسرعة شديدة و يخبطن الارض بقوة , و كن كثيرات فقالت وهي منهمكة في (نقض مشاطها) :
- البنات الدايرات ينكفن على وشهن ديل مالن !! يابت تعالي مشطي لي مسايري ديل .... الله يكفينا شرهن .
    نتيجة لشوارعنا المابتغباكم , فان الاختراع المسمى بالكعب العالي غير عملي نهائي , و تظهر الواحدة و هي ماشة كانها راكبة في الشبشب مش لابساهو ... تنيي ركب وكعويج ....  وحكاية بطالة !! .
    و قد تغزل الشعراء منذ القدم في (المشية) فقالوا .. كأن مشيتها من بيت جارتها مر السحابة لا ريث و لا عجل .... , و قال شعراؤنا ... معجب بجمالو و بي فتنة مشيهو و بي اسحار عيونو .... ترم ترم ترم . و قال اخر ... و خطاك و الهدب المكحل و فتنة التوب الانيق .... ترا ترا ترا