الهادي الصديق.. رحيل عملاق الدراما.

الهادي الصديق.. رحيل عملاق الدراما. الخرطوم -كليك توبرس. عامر محمد أحمد. نعت الخرطوم أمس الممثل والأستاذ الجامعى الدكتور الهادي الصديق الذى توفي إثر حادث حركة في طريق الخرطوم /مدنى. والراحل يعد أبرز ممثل سوداني في النصف قرن الاخيرة

الهادي الصديق.. رحيل عملاق الدراما.

الهادي الصديق.. رحيل عملاق الدراما.
الخرطوم -كليك توبرس. عامر محمد أحمد.

 

 


نعت الخرطوم أمس  الممثل والأستاذ الجامعى الدكتور الهادي الصديق الذى توفي إثر حادث حركة في طريق الخرطوم /مدنى. والراحل يعد أبرز ممثل سوداني في النصف قرن الاخيرة، وتميز بالاجادة وتقمص الشخصية مما أعطاه تفوق كبير بين أقرانه، وأصبح علامة بارزة في الاداء التمثيلي. ويقول الناقد المسرحى (السر السيد) "الهادي الصديق جزء من تاريخ الدراما التلفزيونية وعلامة من علاماتها وكانت لهم مبادرات رائدة بصحبة المرحوم حسن عبدالمجيد وكوكبة من الرواد في ربط مشاهد التلفزيون بالمسرح وتقديم مسرحيات عالمية وسودانية في قالب عرض مميز وكانت لهم تجارب مع المخرج الراحل فاروق سليمان. واضاف السيد :هذه الأعمال مايميزها الاداء التمثيلي وتقمص الشخصيات أيضا كانت للراحل الهادي الصديق تجربة عظيمة في الدراما الإذاعية وهو واحد من صناع نجومية الممثل الاذاعي و المسرحى  في السودان وكانت له مع الأستاذ مكي سنادة، كثير من الأعمال الإذاعية المشتركة وبهذه الأعمال فإن الهادي الصديق ومكي سنادة صنعا نجومية الممثل الإذاعي وفتى الأحلام وكانت هذه التمثيليات الإذاعية والمسلسلات بداية تغيير كبير في المجتمع في بعث الرومانسية والتعبير عن الحب في مجتمعاتنا التقليدية، وكان شكل الرومانسية في أعمال الهادي الصديق، بصوته المميز وطريقة الاداء بواعث لطرح جديد في الحياه الاجتماعية،  للقرى والحضر وأوضح الأستاذ السيد، أن الراحل الهادي الصديق كانت له تجربة مسرحية مختلفة ومثال كبيرة على نضوج ماقدمه على المسرح في تجاربه المختلفة والنجاح الكبير في القبول الجماهيري وهو من القلائل الذين احترفوا التمثيل في تاريخ السودان ومعه الراحل الفاضل سعيد والراحل إبراهيم حجازي. وأشار الأستاذ السر السيد إلى أن هؤلاء الرواد يرحلون في صمت دون توثيق شامل لما قدموه من أعمال رائدة ليس على مستوى السودان بل على مستوى الأقاليم، مطالبا بالتوثيق العلمى والأكاديمي والحفاظ على ماتركوه هؤلاء الرواد من أعمال وحفظها من الضياع بالإهمال ودراستها نقديا من اجل ابراز ماتم تقديمه لمدة تزيد عن النصف قرن في وضع الفنون في مقدمة ادوات التغيير والحداثة في المجتمع السوداني. وأكد الناقد المسرحى الأستاذ السر السيد أن الراحل كان يعيش حياة الفنان بكل تجلياتها وكان بعيدا عن الصراع العدمى الذى سيطر على واربك حركة المسرح والتمثيل وبغيابه تغيب صورة النجم الممثل الذى يكون دائما غلاف للمجلات الفنية." ويذهب الناقد أبوطالب محمد عبدالمطلب إلى أن الراحل الدكتور الهادي الصديق لعب أدوارا عدة في مجال الفنون ولا يمكن أن نعدد الأعمال التي إشترك فيها وهي متنوعة بين ( الدرما الإذاعية والتلفزيونية والسينمائية والمسرح) وعمل أيضا أستاذا لتدريس مادة الدراما في جامعة الجزيرة، إضافة إلى مجال تدريبه وتأهليه لمراكز الشباب في العاصمة والولايات. وأضاف أبوطالب بان من أهم مايميز تجربته التمثيلية ويضعها في المقدمه،
مزج الهادي الصديق في مشروعه الفني الأدائي بين مستويات عدة حيث قدم في تسعينيات القرن الماضي شخصية دكين التي أصبحث أحاديث للناس  في القري والمدن. وكان لهذا الأداء أن
جذب انتباه المشاهد السوداني بمختلف مكوناته الاجتماعية والثقافية بأدائه الواعي المدرك تكوين شخصية الهمباتي. واستطاع يخلق عبر هذه الشخصية محبة بالدراما السودانية وترقب بمواعيد البث. حتى دفع معجبيه تقليد شخصية دكين في القري، مما يؤكد نظرة الهادي المستقبيلة لتجسيد  (دكين )وجعلها شخصية ممهورة بطابع الخلود. وحتى على مستوى الإذاعة لعب الهادي أدوار  عميقة ومحببة لدي مستمعيه . إضافة إلى دوره في المسرح والسينما. استطاع عبر هذه المحالات الأدائية التمييز والإختلاف في تقديم أداء الدور بحيث أنه مؤهل ودارس ومثقف مما مكنه يبنى شخصياته وفق طراز التشخيص الرفيع المحمول، بقضايا وهموم مجتمعه. مما  حدا بالاخوة التشاديين عرض دكين في فضائية تشاد  نسبة للأداء الكبير للراحل   في المسلسل ومحتواه،تتشابه البيئة والشخصية المرسومة درامية وعميقة وتتجاوز محيطها الضيق إلى بيئات أخرى خارج نطاق السودان   وهذا يدلل على أن دكين انفتح على ثقافات مجتمع آخر  كما انفتاح صاحبه على مجالات أدائية متباينةوكان النجاح ديدنه اذاعية ومسرحية وتلفزيونية. .