العداءون

العداءون رؤى حسن  هنا على خط النهاية، الذي لا يراه غيري، لا توجد آثار لمن قبلي، ولست الأولى حتماً، الرياح ساكنة، الشمس عاجزة عن الغروب، السحب لا تتحرك، أيادي المشجعين لا تصفق، َ كأنه توجد هتافات عالقة بين حناجرهم و الشفاه، وأنا اقترب ولا زال العصفور الذي على كتفي نائم..! تذكرت خطواتي الأولى، متعثرة غير أن لذتها لا تتكرر، ليست طويلة ومع ذلك شعوري بها امتد مسافات طوال..!

العداءون

العداءون

رؤى حسن 

 

 

 

 


هنا على خط النهاية، الذي لا يراه غيري، لا توجد آثار لمن قبلي، ولست الأولى حتماً، الرياح ساكنة، الشمس عاجزة عن الغروب، السحب لا تتحرك، أيادي المشجعين لا تصفق، َ كأنه توجد هتافات عالقة بين حناجرهم و الشفاه، وأنا اقترب ولا زال العصفور الذي على كتفي نائم..!
تذكرت خطواتي الأولى، متعثرة غير أن لذتها لا تتكرر، ليست طويلة ومع ذلك شعوري بها امتد مسافات طوال..!
على الغالب كدت أنسى خط النهاية، تمرجحت بخيالي قليلا، على الشريط الأحمر أمامي، و أغنية الطفولة ترقص على شفاهي، علمت في تلك اللحظة أن أمي ستلومني، ماذا لو انكسر الغصن يا (رؤى) ، هل تعلمين ما يحدث إن أصابك شيء يا طفلتي، هيا انزلي حالا وتعالي لنلعب سويا على الأرض، ولامتني فعلا كأنها تنتظرني، اتوقعها أولاً فتأتي خلال دقيقتين..!
ليت كل الأشياء كأمي، لا تحدث الا كما اتوقعها، وليت خط النهاية هذا يبعد أكثر، ربما أصادف أحدهم قبله، او تلمح عيني شارات ترحيبهم بي تلوح في الأفق، أريدك يا أمي أن تعلمي الكون كيف يدخل برأسي ليعلم ما أريد..!
الجمهور الموسوم بالتصفيق والتصفير، صار ساكناً، هامدا، متخفيا خلف حبات الغبار، غشاوة أصابت جسدي كله فلا ألمح ولا أشعر بأحد من حولي، عدا خط النهاية، زاد لمعانه، و اقترابه، و إزداد خوفي، شعور يذكرني بالطفلة (ريم)، وهي تفقد العم(فيتاليس)، ثلج و صقيع في كل مكان، ولا حاجة للصراخ لأن لا أحد يسمع..!
فكرت أن أضع خلف قدمي أمامها، و أمامها خلفها، قليل من التفكير، لأمر من هذة الوحدة، افتش عنهم ورائي، ولن نتسابق مجددا، سنصل لكل الخطوط سويا، قدم بقدم،  يد تحضن يد،و كتف يسند الآخر..!
لو يعودون..!
سأخبرهم بالهدايا المخبأة بقلبي لهم، على دولابي صندوق من الرسائل كتبتها لهم، و استحيت منهم، دفاتري كلها معبأة بعبارات قصدتهم بها، اقمصتي تحاكي الألوان التي يحبونها، كنت سأحمل العصفور الذي على كتفي بين راحتي، ولا أخاف..!
انقشع الضباب من عيني خلسة، وما زلت لا أراهم، كأنه صار وحشا، وابتلعهم..!
على آخر خطوة تعثرت قدمي بشيء نبت فجأة، صخرة او حجر رماني به أحد الذين لا أراهم، تحسسته ببطء، و مسحت الغبار من فوقه، كأنه مقرون بالأسى والدمع، مكتوب عليه بخط رقيق ( التي توفت سريعاً دون أن تودعنا، ولم تمت، رؤى الغالية 2020).

رؤى حسن