السودان..مأزق توازن القوة .
بوصول اعتقالات قادة المؤتمر الوطني المحلول إلي باب الدكتور أمين حسن عمر ،المبتعد عن حزبه قبل سقوطه والصامت عن تطورات الأحداث في السودان منذ سقوط حكم الجنرال البشير ،فإن وراء ذلك أمران لاثالث لهما هما : محاولة إنقضاض الحركة الإسلامية وجناحها السياسي والأمني والاقتصادي ( المؤتمر الوطني المحلول )على السلطة وإجهاض الثورة.أو اعتقال ماتبقى من كوادر سياسية ورموز لحزب المؤتمر الوطني المحلول خارج السجن وكانوا شهودا ومشاركين في تلك الحقبة .
السودان..مأزق توازن القوة .
كليك توبرس-عامر محمد احمد
بوصول اعتقالات قادة المؤتمر الوطني المحلول إلي باب الدكتور أمين حسن عمر ،المبتعد عن حزبه قبل سقوطه والصامت عن تطورات الأحداث في السودان منذ سقوط حكم الجنرال البشير ،فإن وراء ذلك أمران لاثالث لهما هما : محاولة إنقضاض الحركة الإسلامية وجناحها السياسي والأمني والاقتصادي ( المؤتمر الوطني المحلول )على السلطة وإجهاض الثورة.أو اعتقال ماتبقى من كوادر سياسية ورموز لحزب المؤتمر الوطني المحلول خارج السجن وكانوا شهودا ومشاركين في تلك الحقبة ..
اعتقالات..
كما كان معروفا في ظل الأنظمة الديكتاتورية ،لم يخرج سيناريو اعتقالات رموز سياسية إنقاذية من قبل جهات حكومية سودانية من مؤشرات ،إذ أن اعتقال أمين عمر وحسين خوجلي يشير صراحة إلي أن المؤتمر الوطني المنحل قد نزل الي الشارع بالاسنان وليس السنان وهذا عكس الصورة التخريبية،وكذلك تبني الاتحاد العام للصحفيين المحلول لشخصيات مغمورة وغير معروفة بأستثناء عمر وخوجلي ، إذ لم تعرف الصحافة السودانية اسم (ياسر العطار ) قبل تحول المؤتمر الوطني من الجلاد والمطارد للصحفيين الي الضحية ، إذ ندد إتحاد الصادق الرزيقي بأعتقالهم قائلا: "مواصلة لنهجها القمعي، في مواجهة الصحافة، وحملة الأقلام وقادة الرأي ،إعتقلت السلطات عضوي الاتحاد العام للصحفيين الدكتور أمين حسن عمر والزميل الصحفي والمدون الناشط المعروف في منصات التواصل الإجتماعي ياسر العطار" ومن نافل القول التذكير بأن الاتحاد العام للصحفيين الذي يرأسه الأستاذ الرزيقي لازال هو الاتحاد الوحيد الذي يمثل الصحفيين رغم حله .ومن نافل القول والفرض، التذكير كذلك بغياب ممثل شرعي للصحفيين في ظل الثورة والتحول الديمقراطي.
ثورة وجياع..
الأحداث التخريبية المرتبطة بالسلب والنهب و سيادة قانون القوي يأكل الضعيف لاتخرج من إثبات الذات السياسية لتنظيم قامت كل ثقافته على وجودذ( عدو ) للفكرة وللدين. ، ويبدو أن هذه الموجة غير الثورية وارتباطها بتشكيل الحكومة الجديدة ايضا لها اسبابها السياسية من وصول غرماء للمؤتمر الوطني تتوزع بينهما مسببات الرفض لهم اكثر من الاعداء التقليديين في اليسار ، والناظر الي مكونات الجبهة الثورية يجد ان عناصرها كانت في غالبها على علاقة ما مع تيار الاسلام السياسي وحزب المؤتمر الوطني من (عداوة ،وتصالح ثم عداوة ،واحتراب) .وبعودة هذه القيادات عبر قطار الثورة ،ومع سقف المطالب العالية ،مثل تسليم قيادات في النظام السابق وعلى رأسهم البشير فإن سؤال إثبات الوجود السياسي ،لعناصر الحزب المحلول، وتحركهم في اتجاه تحريك الشارع لايحتاج لدليل ،وكذلك دفع قيادات فاعلة في الحكومة الجديدة في اتجاه محاكمات جنائية لقيادات نظام الإنقاذ لعدة اسباب منها :
1/ خطاب لأهالي دارفور بأنهم من خلال اتفاقية جوبا ووصولهم الي الشراكة السياسية فإن خطوتهم الأولى،تحقيق العدالة ومحاكمة قيادات نظام الإنقاذ وبالتالي لم نفرط في حقوقكم كما يقول من رفضوا مسار جوبا.
2/خطاب للجماهير عموما في كل مناطق السودان بأن تحقيق العدالة والرخاء، مرتبط بوجود هذه الشراكة مع احزاب الحرية والتغيير المسيطرة على التحالف العريض.
3/ مخاطبة الشارع الشاب بأن الثورة مستهدفة من فلول المؤتمر الوطني وأنهم الأحرص على تحقيق اهداف الثورة
الفراغ..
ثمة فراغ على كل المستويات ولامبالاة بالشارع ومطلوباته في المعيشة وتوفير الأمن من قبل السلطة التنفيذية الانتقالية و مع توالي الازمات من ازمة وقود ،تعقبها ازمة خبز وغاز،وهكذا في متوالية بلانهاية أو افق لحل ،مستدام..ظهور حالات إنفلاتات غير معروفة في الشوارع ، مع وجود كاميرات في موقع الحدث ،وبث هذه الانفلاتات عبر وسائط التواصل الإجتماعي.،حالة الاضطراب هذه مع تثبيت الصورة لاتختلف عن الجيوش غير المرئية التي نزلت الي الشوارع هذه الأيام وهي تمارس النهب المصحوب بالكاميرات ليبدأ سيناريو أعتقالات لقيادات اعلامية او سياسية مبتعدة او كانت تتخذ مواقف ضد النظام السابق وهي في داخله ليصبح السؤال أذا كان المطلوب تصفيد عناصر النظام البائد ،هل بهذه الطريقة وهذه الاسماء من أمين عمر الي حسين خوجلي والعطار والامين دفع الله.وكذلك السؤال لماذا وصلت عناصر النظام المنهار إلي سرقة الطحين والأرز والبن والشاي وحرق عربات المواطنين ومرافق الدولة.؟.وهل وصلت الحركة الاسلامية وجناحها السياسي المحلول إلي هذا الدرك في ممارسة العمل السياسي بتحريض الشارع على العنف والنهب والسلب..
شرعية الشارع..
مخاطبة احد ولاة الولايات لجمهور من داخل المسجد،رسالة سياسية واضحة لعناصر نظام الانقاذ المفترض أمنيا إتهامهم بتحريك الشارع تحت غطاء الجوع والفقر .وكذلك للحرية والتغيير بأن كل منطقة ولها خصوصية سياسية واجتماعية وثقافية..ويبقي السؤال معلقا عن لماذا تحركت عناصر
التخريب في المؤتمر الوطني على حسب صحيفة الاتهام المتداولة في الاعلام ؟ ولماذا الاعتقالات في صفوف قيادات عرفت بلسانها ،ولم تعرف لها سنان او اتهامات بعمل عسكري او امني،أم أن الحرب أولها كلام
. عزف الأوتار..
الخطاب السياسي السوداني في العقود الأخيرة سيطرت عليه لغة مناطقية-جهوية ،وكان الأستثمار متبادل بين فرقاء السياسة تحت سلطة حكم النظام المباد في هذا الطريق ، لذلك كان المعول عليه في تقصي حقائق المجتمع ،مخاطبة قضايا مجتمعية مهمة جدا للبناء الوطني والاندماج،لأنه من التخريب، بسبب الجوع، سينتقل الخطاب المناوئ للثورة الشعبية (19/ ديسمبر) الي خطاب إتهام بتهميش (المتهم) دائما بممارسة التهميش. مقابلة الرأي المخالف مهما كانت لغته أو عداوته في ظل نظام ديمقراطي بالاعتقال التحفظي ، تشير صراحة ألي خلل كبير في معرفة المرحلة ومطلوباتها، وأن هناك عمل لبناء دولة جديدة بمواصفات بعيدة عن شعارات الثورة وتتحول من شخصية الي أخرى في كل يوم ،وتستخدم كل خبرة الانقاذ في تطويع القوانين لصالح ماتراه مناسبا لمشروع الحكم والابتعاد بهدوء عن الثورة ودماء الشهداء لتأسيس دولة بمواصفات ديكتاتورية تبدأ بالتحفظ على الخصوم ،ثم الاصدقاء السابقين، وصولا الي الحلفاء في نهاية المطاف عند أول إختلاف .سنن التاريخ تقول بذلك .يقول الدكتور هنري كيسنجر وزير خارجية امريكا الاسبق"حاذيا حذو شارلمان،أقسم شارل لدى تتويجه على أن يكون "حامي الكنيسة الرومانية المقدسة والمدافع عنها" وبادرت الجماهير ألي الإنحناء له إجلالا بوصفه"قيصرا" وامبراطورا، أما البابا كلمنت فسارع إلي تثبيت شارل بوصفه السلطة الزمنية المكلفة بحمل رسالة"إعادة السلم والنظام".