ظل القصيدة
ظل القصيدة محمد نجيب محمد علي لا.. لن.. تَحُدَّكَ امْرَأَة يَا فَارِسَ الْكَلِمَاتِ أَسْرِجْ حَرْفَكَ الْمَجْنُونَ وَانْتَظِرِ الَّذِي يَأْتِي إِلَيْكَ مُفَاجَأَة خُذْ مِنْ رَحِيقِ الْحُسْنِ مَا تَخْشَى وَلَا تَخْشَ عَزِيفَ الرّيحِ في عَصْفِ الشّتَاءِ فَأَنْتَ قَلْبُكَ مِدْفَئَة
ظل القصيدة
محمد نجيب محمد علي
لا.. لن.. تَحُدَّكَ امْرَأَة
يَا فَارِسَ الْكَلِمَاتِ أَسْرِجْ حَرْفَكَ الْمَجْنُونَ
وَانْتَظِرِ الَّذِي يَأْتِي إِلَيْكَ مُفَاجَأَة
خُذْ مِنْ رَحِيقِ الْحُسْنِ مَا تَخْشَى
وَلَا تَخْشَ عَزِيفَ الرّيحِ
في عَصْفِ الشّتَاءِ
فَأَنْتَ قَلْبُكَ مِدْفَئَة
مَاذَا يَكُونُ الشّعْرُ
لَوْ لَمْ يَرْقُصِ الإيقَاعُ فِي جَسَدِ الْحُرُوف
وَلَمْ تُعَانِقْ نَشْوَة الرُّؤْيَا
وَتَجْتَرِحِ الصِّدَام
ماذا يكون المَوْتُ
إِذْ لَمْ يَنْهَضِ الأحْيَاءُ
في هذا الزمانِ الفَجِّ
مِنْ بَيْنِ الرُّكَام
ماذا يكونُ
وَكُلُّ قَافِيَةٍ تُطَارِدُ صَوْتَهَا
وَتَغِيبُ مَا بَيْنَ الغَزَالِ
وَبَيْنَ أَوْدِيَةِ الْحَمَام
هذا هَدِيلُ الْقَلْبِ
أو هذا سَلِيلُ الرُّوحِ
أو هذا أنا
خَلْفِي جِبَالُ المَوْجِ
زَوْبَعَةُ الْعَوَاصِفِ فِي الأمَام
اِخْتَرْتُ مَا يَمْشِي بِهِ قَلْبِي
بَنَاتُ الْجِنِّ
والأشباحُ تَرْقُصُ في ظِلَالِ الفَجْرِ
تَأْبَى أَنْ يُغَازِلَهَا الظلام
أبحرتُ في بَحْرِ الرّمَالِ
غَرَزْتُ أَقْدَامِي بِأَنْيابِ الصّخُورِ
نَصَبْتُ في روحي الخِيَام
أنا اِبنُ أرحامِ الفَجِيعَةِ
إخوتي أبناءُ هذي الدّمدمَات
أنثايَ مِنِّيَ
لم تكن أنثايَ واحدةً
وَكَانَتْ وَهْيَ سِرْبٌ مِنْ بَنَات
إني سَمِعْتُ نِدَاءَهَا
وَتَدَفَّقَتْ فِي الرُّوحِ نَاراً
ثُمَّ بَرْداً
ثُمَّ زِلْزَالاً تَفَجّرَ بَيْنَ هَاتِيكَ الجِهَات
أنا في كُهُوفِ اللّيْلِ قُطِعَتْ سُرَّتِي
وَوُلِدْتُ فِي جُنْحِ النَّهَاِر
صَرَخْتُ
زَمَّلَنِي السُّكَات
من ذا سَيُلْجِمُ ثَوْرَ غُرْبَتِنَا
وَيَمْنَحُنِي الْحَيَاة
من ذا وَضَوْءُ الشَّمْسِ
يُقْبَرُ فِي ظِلَالِ هَيَاكِلِ الْمَوْتَى
بِأَجْنِحَةِ التُّرَاب
اَلْعَابِرُونَ تَسَلَّقُوا شَجَرَ الشَّوَاهِدِ
ثُمَّ غَابُوا فِي الْغِيَاب