سياسة الفشل ومتلازمة سعر الدولار
سياسة الفشل ومتلازمة سعر الدولار الدكتور.. شوقى عزمي محمود.. السودان الذهب يرفع سعر الدولار ظاهرة تستحق الدراسة والتأمل في عالم الاقتصاد، كيف يكون الدواء سبب العلة ،فالعلاقة في الاصل بينهما عكسية ،فكلما زاد المنتج من الذهب انخفض سعر الدولار ،فالدول في كل بقاع الارض تقوي مواردها بزيادة انتاجها باستثناء السودان، فكلما زاد الإنتاج انهار الاقتصاد وتدهور سعر العملة الوطنية ليعاني المواطن من بؤس العيش وانعدام سبل رغد الحياة.
سياسة الفشل ومتلازمة سعر الدولار
الدكتور.. شوقى عزمي محمود.. السودان
الذهب يرفع سعر الدولار ظاهرة تستحق الدراسة والتأمل في عالم الاقتصاد، كيف يكون الدواء سبب العلة ،فالعلاقة في الاصل بينهما عكسية ،فكلما زاد المنتج من الذهب انخفض سعر الدولار ،فالدول في كل بقاع الارض تقوي مواردها بزيادة انتاجها باستثناء السودان، فكلما زاد الإنتاج انهار الاقتصاد وتدهور سعر العملة الوطنية ليعاني المواطن من بؤس العيش وانعدام سبل رغد الحياة.
وهنا يكمن السؤال لماذا هذا الانفراد في عالم الاقتصاد ولماذا هذا التدهور المريع في سعر الصرف فنحن دولة تتمتع بالآتي:
ننتج أطنان من الدهب.
نصدر ثروة حيوانية
نصدر السمسم والذرة والصمغ العربي والحبوب الزيتية والكركدي والليمون والبرسيم وغيرة
أكثر من سبعة مليون سوداني بدول المهجر.
وكذلك يتمتع السودان بخيرات اخري:-
أكثر من مائة مليون فدان يمكن أن تنبت حبا ونباتا وزرعا .
ثروة حيوانية تفوق ما تمتلكه هولندا .
ثروة معدنية هائلة في باطن الأرض .
والسودان بالرغم من امتلاكه هذه الخيرات إلا انه:
يستورد القمح
يستورد كثير من منتجات الألبان والزيوت المصنعة والملابس الجاهزة والأدوية والفواكه وبعض الخضروات والاثاثات وغيرها من السلع بإجمالي مبالغ يصل حجمها في حدود المليار دولار سنويا.
والسودان يقدر تعداد سكانه بحوالي أربعين مليون غالبيتهم تحت خط الفقر مع انتشار الأمية بنسب عالية ، تجدنا نستعين بالعمالة الأجنبية حتي وصل عدها ما يتجاوز ثلاثة مليون أجنبي من دول الجوار ، يلتزم الاقتصاد السوداني بالصرف عليهم وتعليمهم وتوفير الخبز لهم وتوفير العملات الحرة لهم ليساهموا في نهضة بلادهم.
مما سبق تكمن العلة ويمكن تلخيص بعضها في الاتي:
ضعف الحكومات المتعاقبة
سوء إدارة الاقتصاد والارتهان النفوذ الاجنبي
انتشار ظاهرة الفساد
عدم وجود الطموح عند المواطن السوداني.
عدم استغلال مقدرات البلاد في السيطرة علي الاقتصاد
كل هذه الأمور وغيرها عمقت من الأزمة الاقتصادية ولنأخذ أمثلة علي ما سقناه عاليه ، فالذهب منتج حبا الله به أهل السودان ليغطي فجوة فقدنا للبترول ، نتيجة ضعف وهوان حكومتنا التي قسمت السودان فذهب جنوبه حاملا معه غالبية البترول وتاركا لنا ألوف المهاجرين من أبناء الجنوب لم يستطع الجنوب استيعابهم نتيجة صراعاتهم القبلية والمادية.
فماذا فعل أهل السودان بالذهب:
لا توجد إحصاءات دقيقة لإنتاج الذهب في السودان ،حيث اعتاد المنقبون اخفاء المعلومات عن الجهات الرسمية وتسجيل كميات غير صحيحة بغرض بيع الدهب الي جهات تقوم بتهريبه الي خارج السودان وقد أقر السيد وزير المالية والاقتصاد الوطني بأن فاقد الذهب عبر التهريب يقدر قيمته بمبلغ ٢٥ مليون دولار يوميا ، أي ما يعادل حوالي تسعة مليار دولار سنويا ، وهو ما يفوق حجم موازنة السودان كاملة.
تصدير الذهب والدفع المقدم:
سمحت السياسات العرجاء بتصدير الذهب مقابل الدفع المقدم بقيمته، فالدولة في حوجة للعملات الأجنبية لتوفير السلع الإستراتيجية فأعطت ا لمصدرين الحق لتوريد قيمة الدهب مقدما ثم تمنحهم أذن التصدير ....وهنا تكمن الكارثة لجأ مصدري الذهب إلى شراء الدولارات من السوق الأسود مما أدي إلى ارتفاع قيمة الدولار إلى مائة جنيه تزيد احيانا وتهبط قليلا في مرات اخري ، ليتم اضافة المبلغ حساب الحكومة. ثم يقوم المصدر بتصدير الذهب وبيعه خارج السودان واستلام قيمته في الخارج دون توريد الحصيلة الي السودان....اي أن الدولار يتم خروجه من داخل السودان الي الخارج والمصدر حر في قيمة ما باعة من الذهب.. ونحن نعلم جيدا ان هناك مستثمرين أجانب يمتلكون عملات محلية بالداخل ويرغبون في الحصول علي دولارات في الخارج مهما غلا ثمنها.....الم اقل لكم ان الذهب دمر قيمة الجنيه السوداني في ظل اقتصاد أعوج.....ولنا عودة