الثقافة يا اهل الكلام ..

 الثقافة يا اهل الكلام ..

عبدالوهاب هلاوي

منذ تكوين الحكومه الانتقاليه  .. وحتي هذه اللحظه لم يمن الله عليها  بقرار ثقافي واحد يؤكد علي اقل تقدير حسن نواياها او مجرد قناعتها بالفعل الثقافي .. علي اقل تقدير .. حتي  في هذه المرحلة الهامه من تاريخ شعبنا ناهيك من كل المراحل ..

الانتقاليه فيما يبدو انها غير قانعه بالدور الذي لعبته الثقافة بشتي ضروبها  من قبل ان تنال البلاد استقلالها .. مروا بكل الانظمه .. وحتي ديسمبر العظيم ..

لم تدرك ان ما لقيته الثقافة من تهميش فاق حد الخيال .. وقد عاني المبدعون الحقيقون ما عانوا من صنوف الاضطاد والهوان ابواب السجون والمعتقلات  مشرعه .. فهاجر من هاجر .. مرض من مرض ومات من مات  ..

مسكينة البلاد ومسكينة الانتقاليه وهي لم تقتنع  بعد بان الفعل الثقافي اولا .. ثم اولا ...ثم اول ..  وهو القادر علي فعل ما تعجز عنه كل النظريات والجهود السياسيه والعسكريه  مهما اوتيت من اسباب ..

انهم لا يدركون ان اغنية مثلا بمقدورها ان تفعل ما لا يفعله الف لقاء سياسي .. قرار او تصريح ..

الفنون افعال متفق علي اثرها متي ولدت صادقه وامينة وشفافه تنحاز للارض والانسان .. وهل جاء السياسيون في كل مكان وزمان لغير هذا ...

الثوره يا هؤلاء صنعها المبدعون .. لقد ادرك الشباب  بصدق روحهم .. وهم في قلب المعركه .. ادركوا قيمة الفنون فانخذوها وسيلة زلزلت الارض تحت اقدام الجبابره ..
وما ان انجلي الموقف واعتلت السماء شمس النصر حتي نسيت الانتقاليه او تناست .. وادارت وجهها لتحتل  السياسه وحدها المشهد .. لم يعد هناك مشهد ثقافي واحد يؤكد وعي الانتقاليه وايمانها بدور الثقافه ..

نعم سقط نظام الانقاذ لسؤ مجموعة افعاله ... لكنه سقط ايضا لسؤ فعله الثقافي علي الرغم من كل محاولاته المصنوعه ..

الثقافة ثم الثقافة ثم الثقافه يا اهل السياسه .. ثم السياسه ..ثم السياسه ..
انها اللغة الام يا اهل الخطابات والتصريحات والقرارات .. اللغة  الاكثر حصافة وقبولا بين كل الناس في كل زمان ومكان ..
كما آن للشعب  ان ينعم بثقافته  وهي دليل حريته وتحضره .. وهي من بعد ما سيورثه للاجيال القادمه  .. وللحديث بقيه ..