أمريكا : مفاوضات جنيف
أمريكا : مفاوضات جنيف
كليك توبرس _ عامر محمد أحمد ..
قبل مغادرته منصبه غير ماسوف عليه جزم وزير الخارجية الامريكية توني بلينكن قيام مفاوضات بين الجيش السوداني وقوات التمرد الدعم السريع وليس لنا فيما جزم به الصهيوني المتعصب بلينكن فالشان يخصه وحده ودولته .وبعودة وفد التفاوض السوداني مع امريكا او مباحثات ماقبل جنيف وفشل اللقاء ، فإن سؤال الداعم والمحرض على تدمير الدولة يصبح تحصل حاصل ، إذ ان وريثة الاستعمار الاوروبي والجناح العسكري والاقتصادي للقارة العجوز ، وضعت على الطاولة اهدافها ، واظهرت ماكانت تخفيه عبر الوكلاء للاستعمار من دول الجوار ودولة عربية ، تورطت في الدعم اللامحدود للتمرد ولم ترض بغير تدمير الدولة السودانية وتشريد شعبها لصالح إضعاف مصر وخنقها وهي إستراتيجية استعمارية تمت هندستها منذ قيام دويلة الكيان البربري الهمجي الصهيوني، وتتمحور في تمزيق السودان المركزي الى دويلات ضعيفة يسيطر عليها امراء الحرب ودوائر النفوذ الاستعماري
ماقبل جنيف ..
بالرجوع قليلاً إلى الوراء وقراءة تحركات المبعوث الامريكي إلى السودان "توم بيريلو: ، للتعرف على آلية التفكير الامريكي في قضايا العالم الثالث، وهي آلية مليئة بالثقوب ومنحدرة اخلاقياً وتجارة رخيصة بمآسي الشعوب يتضح لنا تماما بان الامبراطورية الاخيرة في التاريخ وبما ظهر من تصريحات رئيس وفد التفاوض السوداني ماقبل جنيف الاولى قد اظهرت حقيقة اهدافها الاستعمارية وان مجرم الحرب في السودان هو الرئيس اامنتهية ولايته بايدن وإدارته الغاربة شمسها. ومن والواضح ان الدولة العظمى تعيش في توهان كحال الرئيس بايدن وإن منعته السن والذاكرة من الترشح فإن سياسة إدارته للحلول ترتبط اساساً بالانتخابات الرئاسية، وتصفير عداد المشاكل في العالم الثالث لصالح المصالح الامريكية والعالم الثالث هو عالم يعتبر حقلاً للتجارب منذ سطوع شمس الاستعمار الامريكي عقب الحرب العالمية الثانية وإلى يوم الناس هذا
.اقوال وافعال ..
من العبارات التي تعلن المخبوء وتظهره جهاراً نهاراً قول ؛المبعوث الامريكي" توم بيريلو "في جلسة استماع داخل الكونغرس الأميركي قبل شهور " لابد في المستقبل من دمج الدعم السريع في الجيش السوداني " قد تكون عبارة تلخص السياسة الامريكية في مناطق ، شمال ،ووسط ،وغرب إفريقيا، والشرق الأوسط، لأرتباطهما بمصالح إستراتيجية للولايات المتحدة ،او بالصراع الوجودي مع الكيان الصهيوني " امريكا هي الداعم الاول، والاخير، للاستعمار الاستيطاني في فلسطين" وكذلك لأهمية المنطقة ووجود صراع مع الدب الروسي، والتنين الصيني، في سبيل السيطرة على افريقيا اقتصادياً.. .المراقب المهتم بشؤون السودان قد يجد في تصريحات المبعوث الامريكي في جلسة الاستماع الوحيدة بخصوص السودان ، دعوة للسلام واستقرار المنطقة ،والسودان رأس الرمح، بموارده في إزدهار المنطقة وان الولايات المتحدة الامريكية ليس لها تاريخ استعماري في السودان ومحيطه، وبالتالي، يسهل تواجدها بين الشعوب، مستثمرة وداعمة للأستقرار، والرفاهية ،وهذه التوابل ممثلة في رفع راية حقوق الإنسان، والدفاع عن المدنيين ، في مواجهة القتل، والتشريد، والتهجير جراء الحروب كلها تصب في خانة التغبيش للمصالح التي تخطط لها الإمبراطورية الامريكية، فأستخدام "ورقة توت حقوق الإنسان" ترتبط ارتباطاً مباشراً بدوائر التخطيط الاستراتيجي و صنع القرار، في الغرف المظلمة..والغريب في الامر السقوط. الامريكي ، في كل الاختبارات و تصر على إعادة هيكلة جيوش الدول وإفقار الشعوب وتهجيرها بالعنف والإرهاب بأستخدام مكونات محلية تقع ضمن دوائر الاقليات العرقية او الثقافية.
..خطورة فرض الحلول ..
تماسك الجبهة الداخلية السودانية ،في ظل الحرب المدعومة خارجياً ، هذا التماسك اصاب دوائر صنع القرار الامريكي، بالدوار ، وكانت الخطة الإستراتيجية للحرب هي الاستيلاء على السلطة بسهولة ويسر، ومن ثم تفكيك الجيش السوداني بهدوء واتقان وعقل مفكر يجيد الرسم، والمتابعة، والتنفيذ . وعلى رأس الخطة الإستراتيجية هو الالماني" فولكر بيرتس " ومهمتة الاساسية تمزيق الجبهة المدنية الديمقراطية وتعطيل التحول الديمقراطي، وتحويل الامر الى صراع طويل الامد من اجل تعطيل التغيير الديمقراطي، وخلق جيش موازي داخل الدولة وكانت الخطة تحتوي في داخلها حرب اهلية طاحنة واقتتال اهلي مناطقي يتيح تغلغل استخباراتي ،ودعم عسكري، وخلق مناطق آمنة شان سوريا وشمال العراق .، وما ان تقوم الحرب إلا ويتمزق النسيج الاجتماعي كمقدمة لحروب أهلية تؤدي الى تدخل بواسطة دول الاقليم مثل تشاد، واثيوبيا ،وجنوب السودا،ن ودولة المرتزقة او اللادولة بتعريف الدولة الفاشلة والمؤذية " افريقيا الوسطي" مع وجود دول الرشوة والفساد كينيا ويوغندا والتحرك بواسطة " ايقاد الجراد _ واتحاد موسى فكي ،وهو عبارة عن نادي سياسي وظيفته الاساسية تمرير الاجندة الاستعمارية، في المنطقة الافريقية..فشل سيناريو" فولكر" والسيناريو البائس ، لسبب بسيط لم يضعه المخطط الامريكي، في حساباته يتمثل في عراقة الشعب السوداني وابعاده الحضارية، ضاربة الجذور، والروح المدينية المتغلفة في ريفه وحضره . وان فشل الاستعمار البريطاني في تغيير اللسان والوجدان والثقافة ناتج عن اصالة والاصل في اللغة : عراقة النسب..وثانياً : الدول التي تم اختيارها للوصاية المؤقتة، وتمرير الاجندة هي دول لاتحترمها شعوبها ،ولاوزن لها ولاقافية، والسودان بكل المقاييس بالنسبة لها دولة عريقة، وشعبها من افضل الشعوب ثقافة، ووعياً سياسياً ، ورائد في مقاومة الاستبداد والقمع السلطوي في اكتوبر ١٩٦٤ وابريل ١٩٨٥ وديسمبر ٢٠١٨م..
..الدخول ببوابة " المجرمون"
قال المبعوث الامريكي في جلسة الكونغرس " الازمة في غزة صرفت الانظار عن مراقبة حرب السودان" وهو قول فسل، وركيك ،ويدل على ان من يخاطبهم الاخ" توم بيريليو" ، يعلم مدى ضحالة تفكيرهم، وبؤس معلوماتهم، لذلك وضع لهم "الخمر المغشوشة" في قناني الاهتمام: بغزة_ والمعلومة بالضرورة ان تمرد آل دقلو وعصابات الشتات كان في" ١٥ ابريل ٢٠٢٣ "وان معركة غزة ابتدات في " ٧/ اكتوبر ٢٠٢٣م" وبذلك هو يكذب ويتحرى الكذب، فقد قامت دولته باكبر عملية اجلاء لرعايا( غربيون وامريكيون) ولم تكن غافلة عن مايجرى ،وظلت تماطل في فرض إرادتها، على الدول الداعمة للحرب ،وكانت تنظر من بعيد للطائرات العسكرية الناقلة للسلاح، وهي تعبر اجواء الدول إلى دولة تشاد ذهاباً وإياباً ،دون ان تصدر من إدارة "بايدن "، كلمة واحدة ، بان مايحدث سيجلب الدمار للمنطقة ،والعار لإدارة بايدن لفشلها في حرب غزة وحرب ضد الشعب والدولة السودانية من مرتزقة يمارسون ابشع انواع القتل والنهب والسلب والاغتصاب وترويع النساء والاطفال وتهديم المباني وسرقة ارشيف الدولة السودانية المركزية، وحرق تاريخ كامل لشعب لم يعرف عنه إيذاء جار ،ومع ذلك الاخ الفاضل صاحب النيات الحسنة" توم بيريليو :، يتحدث بكل براءة الدبلوماسي قليل التجربة ، عن دمج قوات النهب، والارهاب، والقتل، والإبادة الجماعية، في الجيش السوداني؟؟. ومن يقبل بذلك ؟
..سياسة امريكا الفاشلة..
حديث المبعوث الامريكي توم بيريليو ، عن الدمج ، هو حديث خبث دولة وتخطيط ، ومقدمة لعدوان امريكي سياسي ،وسعي لرسم خارطة طريق لمستقبل السودان، تتعدى مرحلة إنهاء الحرب إلى السيطرة بواسطة وكلاء كان لهم الفضل في "الدعم العسكري بالعتاد والمرتزقة لإنهاء الدولة السودانية ومحوها من الوجود.، ووكلاء محليون ، ينتظرون المكافأة على الصمت، ووضع الجيش والتمرد في سلة واحدة " طرفا النزاع_ إدانة الانتهاكات في مقابل إدانة قصف الطيران" ومن نافلة القول التذكير بان محاولات فرض شخصيات سياسية ، على شعوب عانت من حروب ،وكانت هذه الشخصيات في الجانب الخطأ من التاريخ ، جربته "امريكا" في فيتنام ،وتايوان، والعراق ،وافغانستان ،وفشل فشلاً كبيراً ،وبالتالي يجب على بيريليو ،وإدارته الدخول في خيار واحد صالح بالنسبة للشعب السوداني هو تجريم قوات حميدتي، ووضعهم في خانة واحدة مع القاعدة وداعش والخمير الحمر ، اما دون ذلك فلاتحلموا بسيطرة على السودان، أو التأثير في مستقبله، وستحرثون في البحر..ثق في ذلك مستر توم بيريليو.
واخيراً:
يقول توم بيريليو " الاطراف الاقليمية ستستفيد من الاستقرار الاقتصادي في السودان، ويجب ان لايستفيد المتطرفون من هذا البلد"...تلخص العبارة مدى ضعف الولايات المتحدة في قراءة خارطة الشعب السوداني، والتعرف على ذهنيته وتفكيره.. كل الدول التي دعمت الإرهاب الجنجويدي، لن يكون لها وجوداً اقتصادياً اوعلاقات اجتماعية مع بلادنا .،والسودان تاريخه القديم والحديث يقول :انه ضد التطرف ،والعنف، وان شعبه لايقهر، ولاينسى الثأر من الظالم..