هجين
هجين محمد صديق محمد احمد مَدْخَلْ :هجين مَدْخَلْ : ) الله يا خلاسية يا حانةً مفروشةً بالرمل) محمد المكي إبراهيم
هجين
محمد صديق محمد احمد
مَدْخَلْ :هجين
مَدْخَلْ :
) الله يا خلاسية يا حانةً مفروشةً بالرمل)
محمد المكي إبراهيم
........
يُمكنك أن ترى عوض الحفيان من موقعك هذا في هذا التوقيت وعلى نحو يومي ، تراه مُهروِلاً رافعاَ طرف جلبابه الأبيض إلى فمه عاضا عليه بأسنانه وهو ينازع كلماته لتكون مسموعة لرفاقه المتقرفصين تحت سور منزل حاج الضو ، تأتيك الكلمات ، والتي هي كلمة واحدة يرددها تباعا ، تأتيك متداخلة بسبب عدم قدرته على فتح فمه بالكامل ،
مَرَقَتْ مَرَقَتْ مَرَقَتْ مَرَقَتْ
يندفع نحوهم وهو يردد كلمته هذه فيهبون لملاقاته قبل أن يصلهم ، وينحرفون جميعهم نحو الزقاق الذي ينتهي بمنزل سعاد الزرافة . لم تكن تملك كبير معرفة بسعاد الزرافة ، فمنذ أن تفتحت عيناك على هذه الدنيا بهذا الحي كنت تراها كغيرها من نساء الحي ، كانت مثل العديد منهن غير أنها كانت تتميز على كثير منهن بجَمالها المتفرد ، هو جما ل ليس كجَمال النساء الجَميلات الأخرياتْ ؛ سمراءَ تلك السمرَة التي تُحاكي لون البن الذي تم تحْميصُه بعناية فائقة ؛ فارعة ال طول مع امتلاء للجسد في غيرِ بدانة ، تمتلك وجها مستديراً يحوي تلك العيون الحوراء ، وتُزين خديها شُلوخا عريضة تُضيف إلى جَمَال الوجه لونا آخر من الجَمَال ....
يتزاحم رِفاق عوض الحَفيان على نافذة غرفة سعاد الزرافة المُطلة على الزقاق ويتناوبون التحديق إلى ما يظهر لهم من خلال الفتحات على النافذة الخشبية ، في مثل هذا التوقيت يوميا وعقب خروج إبنتها الوحيدة حنان ، يتدحرج إلى منزلها حسن ود عوضية بزيه البلدي وعمامته الكبيرة التي يجعل جزءًا كبيراً منها متدليا أمام وجهه عمداً ، اعتاد الًصبْية على هذا البرنامج اليومي وكانوا يجدون متعة كبيرة في متابعة ما يدور بين سعاد الزرافة وحسن ود عوضية داخل تلك الغرفة المغلقة التي تفضحها الفتحات التي تتَبد ى خلال النافذة الخشبية المُطلة على الزقاق.
خلال إجازتك الأخيرة هذه تمكنتَ وبمحض الصدفة من اكتشاف هذه المَشَاهِد الأربعة التي أصبحتَ تتابعها كل يوم في هذا التوقيت ، تبدأ المَشَاهِد بإطلالة حنان إبنة سعاد الزرافة قادمة من مدخل الزقاق ، يتبع ذلك هرولة وصياح عوض الحفيان فيتبعه رفاقه المتقرفصين ثم ظهور حسن ود عوضية وهو يبذل جهداً كبيراً في إخفاء معالم
وجهه ، صارت حنان فتاة مكتملة في غيابك الأخير، قبل عامين همست لصديقك عند رؤيتها وهي تعبر أمامكما: هذه الفتاة ستفوق والدتها جمالاً .
تتبادلان الإبتسام وإطالة التحديق بالفتاة التي تمر من أمامكما ، وهاهي الآن تعبر مدخل الزقاق إلى بداية الشارع وأنت تحفز عيونك وبقية الحواس لاستقبال مَقدمها ، تبدو مثل والدتها تماما ، تلك السمرة الرائقة والطول الفارع ومع اقترابها تتبين العيون والوجه المستدير ، وعندما صارت بمحاذاتك تماما رمقتك بنظرة سريعة وتجاوزتك وهي تسير سيراً متمهلاً ، لم ترفع بصرك عنها ، تتمشي وئيداً ؛ تتمرد ضفيرتها الطويلة والتي تتميز بها عن والدتها ، تتمرد على الطرحة فتبين من تحتها إلى أبعد من نهاية الظَّهر متأرجحةً على الجانبين ، تَذكر الآن القائــــل (كالوجِي الوحِل (والقائل) مَر السحابة لا رَيَ ث ولا عَجَلُ (، تشتعل في أعماقك نار صعبة الإطفاء ، وتظل جالسا بموقعك هذا حتى أوانَ عودتها دون اكتراث للمَشَاهد الأخرى ، عل أوبتها تُطفئي هذه النار أو تزيد أوَارها...
صارت النار أكثر اشتعالاً مع مرور الأيام ، تمر من أمامك كل يوم ، تلسعك بلحظها ذاك وتتهادى أمامك متأرجحة الضفيرة ولا يملك بصرك إلا أن يطاردها حتى تتوارى عند نهاية الشارع ، تعدل من جلستك وتُطلق زفرة ساخنة ثم تسترخي منتظراً أوبتها لتعاني كرة أخرى لسعة لحظها وتأرجح ضفيرتها ومطاردة البصر وسكب المزيد من الزفرات الساخنة . هبطت عليك فكرة محادثتها في ذلك اليوم مع لحظة ظهورها عند بداية الشارع وعقب هرولة عوض الحفيان وصراخه المتوالي ، ظل بصرك مُسمراً تجاهها وهي تتهادى وعندما صارت بمحاذاتك لسعتك بذلك اللحظ الفتاك ثم نزعته واستمرت في تهاديها وضفيرتها تتأرجح على الجانبين ، ومع انطلاق النيران بداخلك تهب كالملسوع منفلتا خلفها ، تلحق بها سريعا وأنت تُجيل بصرك في أنحاء الشارع خشية رقيب أو صاحب فضول ، تسير بمحاذاتها بعد أن ضَبطتَ خطواتك على وقع تهاديها الوئيد ؛ لا تدري حتى الآن كيف واتتك القدرة على هذا الفعل كأنك كنت مدفوعا بقوة لا تعلمها ، ولا تدري من أين جاء متدفقا ذلك السيل من الكلام ، كنتَ كمن يقرأ كلاما مكتوبا بعناية على ورقة يحملها أو من لوح وُضع أمامه ؛ كان الأمر المحير أنها لم تلتفت إليك وما أعارتك اهتماما أو هكذا بدا لك ، عُدتَ أدراجك وأنت مُشتعل ناراً ، جلستَ على كرسيك آملاً أن تحمل أوبتها شيئا مما تتمنى تَمُر الأيام والمشهد نفسه يتكرر كل يوم ، يلسعك ذلك اللحظ هنيهة حَرى وتَسْتله أخرى فتنتفض من مقعدك وتلحق بها ، يستمر حديثك الذي لا تعلم من أين يأتي وتُمْعِن هي في الصمت والتجاهل ، حتى ذلك اليوم وأنت مُسمراً بصرك نحو مدخل الشارع ، تحفزت حواسك بالكامل ومارستَ التتبع اللعين ، منتظراً نصيبك من اللسع والاستلال لتبدأ رحلة الملاحقة التي لم تُحقق هدفا بعد ، ولكنك جعلتَها سلاحا تتعشم فيه النجاح ، هاهي الآن بمحاذاتك تماما تلسعك وتستل لحظها غير أنها تعمدت إسقاط شيء ما ، وأمعنتْ في تهاديها متأرجحة الضفيرة ، تتحركَ أنت سريعا وتنحني لتلتقط ما أسقطته ومضتْ هي دون أن تلتفت لتتأكد من التقاطك لما أسقطته ، لم يكن هنالك شك في أنها تعلم أنك ستفعل ذلك ، كان ما التقطته وريقة بيضاء صغيرة مطوية بعناية ، فضضتها سريعا قبل جلوسك على مقعدك ، يمر بصرك سريعا على الحروف الأنيقة المكتوبة بصورة واضحة ، كان ملخص الحروف أنها لا تبحث عن علاقات عابرة ، وإن كنت جاداً فتقدم للزواج إن كنت تستطيع، والأخيرة هذه وُضِعت بين قوسين ... كِدتَّ من الفرح تطير ؛ يبدو أ ن سفنك سترسو دون ذلك الجهد الذي كنت تخشاه ، وددتَ لو أن صديق الذي كنت تُهامسه كان حاضراً ، هذه الفرحة تستحق أن تجد حظها من الإعلان والتفريغ كيف لك أن تحتمل كل هذا الفيض من البهجة ؟!! قلت لنفسك لابد من طرق الحديد وهو ساخن، ستقوم بإخبار والدك لأخذ الخطوات العملية .كان والدك قد فرغ لتوه من أداء صلاة المغرب ، جالسا على سجادته ومسبحته تتدلي من يده ، جلست بقربه على الأرض وبدأت في سرد الأمر متلعثما ، كان يستمع إليك ويهز رأسه مشجعا ، ثم كان السؤال الطبيعي من هي العروس ؟ أسرعت في إخباره أنها إبنة سعاد الزرافة ، أعاد عليك السؤال عينه فسارعت إلى ترديد نفس إجابتك ، نظر إليك بغضب وخاطبك بحزم : علمت ذلك ، وأردف : من هو والدها ؟ كان سؤالاً مباغتا ... لم تكن تمتلك إجابته ، ما سألت نفسك هذا السؤال مطلقا ، نهضت من عنده وأنت تُجر قدميك جَراً ، خرجت من المنزل وكنت تتوقع سماع صوت والدك ولكنه لم يفعل ، ظللت تسير ولا تدري إلى أين ؟ صورتها كانت أمامك وأنت تتأرجح هما وسؤال والدك المباغت يُحاصر أُذنيك ويتردد صداه على طول الشارع.
محمد صديق محمد أحمد
سنجة 4 يوليو__ 2020
) الله يا خلاسية يا حانةً مفروشةً بالرمل)
محمد المكي إبراهيم
........
يُمكنك أن ترى عوض الحفيان من موقعك هذا في هذا التوقيت وعلى نحو يومي ، تراه مُهروِلاً رافعاَ طرف جلبابه الأبيض إلى فمه عاضا عليه بأسنانه وهو ينازع كلماته لتكون مسموعة لرفاقه المتقرفصين تحت سور منزل حاج الضو ، تأتيك الكلمات ، والتي هي كلمة واحدة يرددها تباعا ، تأتيك متداخلة بسبب عدم قدرته على فتح فمه بالكامل ،
مَرَقَتْ مَرَقَتْ مَرَقَتْ مَرَقَتْ
يندفع نحوهم وهو يردد كلمته هذه فيهبون لملاقاته قبل أن يصلهم ، وينحرفون جميعهم نحو الزقاق الذي ينتهي بمنزل سعاد الزرافة . لم تكن تملك كبير معرفة بسعاد الزرافة ، فمنذ أن تفتحت عيناك على هذه الدنيا بهذا الحي كنت تراها كغيرها من نساء الحي ، كانت مثل العديد منهن غير أنها كانت تتميز على كثير منهن بجَمالها المتفرد ، هو جما ل ليس كجَمال النساء الجَميلات الأخرياتْ ؛ سمراءَ تلك السمرَة التي تُحاكي لون البن الذي تم تحْميصُه بعناية فائقة ؛ فارعة ال طول مع امتلاء للجسد في غيرِ بدانة ، تمتلك وجها مستديراً يحوي تلك العيون الحوراء ، وتُزين خديها شُلوخا عريضة تُضيف إلى جَمَال الوجه لونا آخر من الجَمَال ....
يتزاحم رِفاق عوض الحَفيان على نافذة غرفة سعاد الزرافة المُطلة على الزقاق ويتناوبون التحديق إلى ما يظهر لهم من خلال الفتحات على النافذة الخشبية ، في مثل هذا التوقيت يوميا وعقب خروج إبنتها الوحيدة حنان ، يتدحرج إلى منزلها حسن ود عوضية بزيه البلدي وعمامته الكبيرة التي يجعل جزءًا كبيراً منها متدليا أمام وجهه عمداً ، اعتاد الًصبْية على هذا البرنامج اليومي وكانوا يجدون متعة كبيرة في متابعة ما يدور بين سعاد الزرافة وحسن ود عوضية داخل تلك الغرفة المغلقة التي تفضحها الفتحات التي تتَبد ى خلال النافذة الخشبية المُطلة على الزقاق.
خلال إجازتك الأخيرة هذه تمكنتَ وبمحض الصدفة من اكتشاف هذه المَشَاهِد الأربعة التي أصبحتَ تتابعها كل يوم في هذا التوقيت ، تبدأ المَشَاهِد بإطلالة حنان إبنة سعاد الزرافة قادمة من مدخل الزقاق ، يتبع ذلك هرولة وصياح عوض الحفيان فيتبعه رفاقه المتقرفصين ثم ظهور حسن ود عوضية وهو يبذل جهداً كبيراً في إخفاء معالم
وجهه ، صارت حنان فتاة مكتملة في غيابك الأخير، قبل عامين همست لصديقك عند رؤيتها وهي تعبر أمامكما: هذه الفتاة ستفوق والدتها جمالاً .
تتبادلان الإبتسام وإطالة التحديق بالفتاة التي تمر من أمامكما ، وهاهي الآن تعبر مدخل الزقاق إلى بداية الشارع وأنت تحفز عيونك وبقية الحواس لاستقبال مَقدمها ، تبدو مثل والدتها تماما ، تلك السمرة الرائقة والطول الفارع ومع اقترابها تتبين العيون والوجه المستدير ، وعندما صارت بمحاذاتك تماما رمقتك بنظرة سريعة وتجاوزتك وهي تسير سيراً متمهلاً ، لم ترفع بصرك عنها ، تتمشي وئيداً ؛ تتمرد ضفيرتها الطويلة والتي تتميز بها عن والدتها ، تتمرد على الطرحة فتبين من تحتها إلى أبعد من نهاية الظَّهر متأرجحةً على الجانبين ، تَذكر الآن القائــــل (كالوجِي الوحِل (والقائل) مَر السحابة لا رَيَ ث ولا عَجَلُ (، تشتعل في أعماقك نار صعبة الإطفاء ، وتظل جالسا بموقعك هذا حتى أوانَ عودتها دون اكتراث للمَشَاهد الأخرى ، عل أوبتها تُطفئي هذه النار أو تزيد أوَارها...
صارت النار أكثر اشتعالاً مع مرور الأيام ، تمر من أمامك كل يوم ، تلسعك بلحظها ذاك وتتهادى أمامك متأرجحة الضفيرة ولا يملك بصرك إلا أن يطاردها حتى تتوارى عند نهاية الشارع ، تعدل من جلستك وتُطلق زفرة ساخنة ثم تسترخي منتظراً أوبتها لتعاني كرة أخرى لسعة لحظها وتأرجح ضفيرتها ومطاردة البصر وسكب المزيد من الزفرات الساخنة . هبطت عليك فكرة محادثتها في ذلك اليوم مع لحظة ظهورها عند بداية الشارع وعقب هرولة عوض الحفيان وصراخه المتوالي ، ظل بصرك مُسمراً تجاهها وهي تتهادى وعندما صارت بمحاذاتك لسعتك بذلك اللحظ الفتاك ثم نزعته واستمرت في تهاديها وضفيرتها تتأرجح على الجانبين ، ومع انطلاق النيران بداخلك تهب كالملسوع منفلتا خلفها ، تلحق بها سريعا وأنت تُجيل بصرك في أنحاء الشارع خشية رقيب أو صاحب فضول ، تسير بمحاذاتها بعد أن ضَبطتَ خطواتك على وقع تهاديها الوئيد ؛ لا تدري حتى الآن كيف واتتك القدرة على هذا الفعل كأنك كنت مدفوعا بقوة لا تعلمها ، ولا تدري من أين جاء متدفقا ذلك السيل من الكلام ، كنتَ كمن يقرأ كلاما مكتوبا بعناية على ورقة يحملها أو من لوح وُضع أمامه ؛ كان الأمر المحير أنها لم تلتفت إليك وما أعارتك اهتماما أو هكذا بدا لك ، عُدتَ أدراجك وأنت مُشتعل ناراً ، جلستَ على كرسيك آملاً أن تحمل أوبتها شيئا مما تتمنى تَمُر الأيام والمشهد نفسه يتكرر كل يوم ، يلسعك ذلك اللحظ هنيهة حَرى وتَسْتله أخرى فتنتفض من مقعدك وتلحق بها ، يستمر حديثك الذي لا تعلم من أين يأتي وتُمْعِن هي في الصمت والتجاهل ، حتى ذلك اليوم وأنت مُسمراً بصرك نحو مدخل الشارع ، تحفزت حواسك بالكامل ومارستَ التتبع اللعين ، منتظراً نصيبك من اللسع والاستلال لتبدأ رحلة الملاحقة التي لم تُحقق هدفا بعد ، ولكنك جعلتَها سلاحا تتعشم فيه النجاح ، هاهي الآن بمحاذاتك تماما تلسعك وتستل لحظها غير أنها تعمدت إسقاط شيء ما ، وأمعنتْ في تهاديها متأرجحة الضفيرة ، تتحركَ أنت سريعا وتنحني لتلتقط ما أسقطته ومضتْ هي دون أن تلتفت لتتأكد من التقاطك لما أسقطته ، لم يكن هنالك شك في أنها تعلم أنك ستفعل ذلك ، كان ما التقطته وريقة بيضاء صغيرة مطوية بعناية ، فضضتها سريعا قبل جلوسك على مقعدك ، يمر بصرك سريعا على الحروف الأنيقة المكتوبة بصورة واضحة ، كان ملخص الحروف أنها لا تبحث عن علاقات عابرة ، وإن كنت جاداً فتقدم للزواج إن كنت تستطيع، والأخيرة هذه وُضِعت بين قوسين ... كِدتَّ من الفرح تطير ؛ يبدو أ ن سفنك سترسو دون ذلك الجهد الذي كنت تخشاه ، وددتَ لو أن صديق الذي كنت تُهامسه كان حاضراً ، هذه الفرحة تستحق أن تجد حظها من الإعلان والتفريغ كيف لك أن تحتمل كل هذا الفيض من البهجة ؟!! قلت لنفسك لابد من طرق الحديد وهو ساخن، ستقوم بإخبار والدك لأخذ الخطوات العملية .كان والدك قد فرغ لتوه من أداء صلاة المغرب ، جالسا على سجادته ومسبحته تتدلي من يده ، جلست بقربه على الأرض وبدأت في سرد الأمر متلعثما ، كان يستمع إليك ويهز رأسه مشجعا ، ثم كان السؤال الطبيعي من هي العروس ؟ أسرعت في إخباره أنها إبنة سعاد الزرافة ، أعاد عليك السؤال عينه فسارعت إلى ترديد نفس إجابتك ، نظر إليك بغضب وخاطبك بحزم : علمت ذلك ، وأردف : من هو والدها ؟ كان سؤالاً مباغتا ... لم تكن تمتلك إجابته ، ما سألت نفسك هذا السؤال مطلقا ، نهضت من عنده وأنت تُجر قدميك جَراً ، خرجت من المنزل وكنت تتوقع سماع صوت والدك ولكنه لم يفعل ، ظللت تسير ولا تدري إلى أين ؟ صورتها كانت أمامك وأنت تتأرجح هما وسؤال والدك المباغت يُحاصر أُذنيك ويتردد صداه على طول الشارع.
محمد صديق محمد أحمد
سنجة 4 يوليو__ 2020