ورقُ العرّاف _________ ساجدة الموسوي

ورقُ العرّاف  _________    ساجدة الموسوي

ورقُ العرّاف

_________

 

ساجدة الموسوي

--------------------

قلبي يا دنيا

منفلقٌ نصفين

لم ينفعْ فيه دواءٌ

 أو طبُّ حكيم

قالوا : للقهر دواء العرّافين !

 

***

هل أُكملُ قولي أم أسكت ؟

لا كان الشِّعرُ ولا كنتُ

والقهرُ يشلُّ القدمين

 

***

لم يكن العرّافُ بعارف

فيما إن كان الشّحّاذ

في مقهى السّوق عميداً ..وتقاعد ..

أمّا الإسكافي

فبمعجزةٍ صار طبيباً نفسيّاً

لم يطرقْ باب عيادته أحدٌ

رغم تفشّي الطّاعون ِ النّفسي

والهوس العقلي

والفشل الرّوحي

ذا عصرُ الموت الرّقمي

فاحفظ رقمك

واحفظ سرّك

 

***

فوق جدار المقهى

بعض تصاويرٍ لزمانٍ  ولّى

فيها كلُّ وجوه المحتفلين ، بلا استثناءٍ ،

كانت تضحك

" كانوا سعداء "

هذا ما قال الشّيخُ برشفةِ شايٍ حرّى

لم َ كان النّاسُ قديماً سعداء ؟

***

ما بال الدّنيا تتدنّى ؟

ما بال سُفُنِها مثقوبة

وجوارحِها معطوبة ؟

ما عادت بيتاً وطريقاً موصوفاً

صارت من فرط الغربة ِ

غابات ٍ

مبهمةً لا شكلَ لها..

لا قاموس..

تائهةً في عرض ِالطّوفان

لا نجمَ سُهيل ٍ يرشدها

لا ربّان..

ليس سوى الرّايات

رايات ِ الموت لعصر ٍ تاه

وتاهت تحت خطاه

كلُّ الطّرقات

***

غابت شمس الوعي وغاب المصباح

تعبٌ .. تعبٌ ..تعبٌ

 تعبٌ وجراح

فمتى يا دنيا تمضين

لكي نرتاح ؟!

*** 

قالت : كيف ومازلنا في العرض الأوّل ؟

هذا مسرحكم

ولكلٍّ دورُه

لا باب سوايَ

ولا مفتاح

 

***

مسرحنا يملكه النّمرود الآلي

وخيوط الألعابِ رهيفاتٌ

لا تبدو 

ومداها دون حدود...

فوق المسرح أقنعةٌ ووجوه

تتحرّك كي تُضحٍكَ أو تُبكي

وكثيراً ما يختلط الدّمعُ بضحكٍ

والضّحكُ بدمعٍ مدرار..

النّاس جميعاً فوق المسرح ِ

أدوار

يرسمها النّمرود ويُخرِجُها

ظلُّ النّمرود

 

***

ثكلتني الأشعار !

لا أحداً يخرج عن نصٍّ منصوص

إن يخرجًْ ( يُخرجْ ) من دائرة الدّنيا !

هذي الدًنيا

تتدّنى..

وتضيق..

ما بالُ الدّنيا

لا فرقَ لديها إن كنتَ عدواً

أم كنتَ صديق ؟!

كلُّ الماشين على سكّتها أبكتهم

وكذلك كلّ المنقلبين عليها

أبكتهم !!

 

***

قال المُصلح : فلنُصلِحْ

قال المُحبَط : لا نقدر ..

فالشّقُّ يَشُقُّ على الرّاتق

قال اللّاهي : مالي وللدّنيا ؟!

قال الكسلانُ : وما شأني

بخراب البلدان ؟

قال الفاهم : بل نقدر إن أبطلنا سحر النّمرود

إن نحن قطعنا من أيدي النّاس

خيوط النّمرود

وأضأنا مسرحنا بسراج الوعي

وقلنا للنّمرود :

مكانَك.. يكفي

وتركنا الخوفَ

من النّمرود

 

***

لو نحن وقفنا وِقفةَ أبطال المسرح

وتآزرنا فوق المسرح

لانتحر المخرج

وانهزم النّمرود

ـــــــــــــ

النّمرود : ملك جبّار تجادل مع النّبي إبراهيم ( ع ) وأوقد النّار لإحراقه فكانت النّار عليه برداً وسلاماً بإذن من الله .