في استقالة فولكر بيرتس.. *عامر محمد أحمد حسين

في استقالة فولكر بيرتس.. *عامر محمد أحمد حسين

في استقالة فولكر بيرتس..
*عامر محمد أحمد حسين.
يبدو ان الحظ عاند أخيراً مستر" فولكر بيرتس" رئيس بعثة الامم المتحدة إلى السودان وان العالم تخلى عنه بهدوء ودبلوماسية بعد ان شغل العالم كثيراً بمواهبه العظيمة ، من مقعد الحكيم الخبير، وتسببت حكمته في اشعال النار في قلب الخرطوم الوادعة المطمئنة .وبمفارقة الحظ صاحبه فإن كل المؤشرات تدل على معاش اختياري أو إجباري وكرسي هزاز في حديقة بيته ،يحكي فيها للعصافير عن فشل" الفشل" وإفشال ثورة عظيمة ، وانتقال ديمقراطي عن عمد ،وسبق إصرار وترصد ،وان رئاسة البعثة الأممية في دولة بحجم السودان أكبر منه بكثير .برضاء الامين العام للأمم المتحدة '" انطونيو غوتيريتش" او اسفه  غادر" فولكر "منصبه و برضاء ورغبة امريكا، أوحيادها في امر استمراره انتهت أسوأ حقبة لبعثة أممية في دولة عضو منذ سنوات الحرب الباردة .. بمحبة  اوروبا لتواجده في الساحة السودانية، او تقاعسها عن دعمه بالضغط السياسي ،او الابتزاز ،فإن "فولكر المسكين "لم يستطع ان يفعل شيئاً سوى كلمات يرسلها، هنا وهناك ومغالطات للواقع، وخلق عدو متوهم من أجل النهايات السعيدة في ميزان اوروبا تحقيق  الديمقراطية ،وحفظ حقوق الإنسان، في بلد يعاني من صراعات متعددة ،فإذا بالمبعوث يتحول إلى جزء من الأزمة وإذ  تحاصر "القارة العجوز "حرب اوكرانيا "في اول امتحان حقيقي، منذ الحرب العالمية الثانية ،فقد  اصبح فولكر ،وحيداً غريباً ،وليس صحيحاً ،بالمرة ان الرجل جاء للتغيير الديمقراطي بل للتسويف، وتسويق وجود مماحكات تسعى للإنقضاض على التجربة وقد "نجح " .غادر فولكر  بانتهاء مهمته  وتسببه  في إشعال الحريق كمطلب من مطالب  خبراء   "لعبة الأمم"  وهم  يلعبون في جغرافية لايعرفون عنها سوى "قشور،" ،لذلك تثبت قنوات" العروبة الجريحة" صور اشتباكات الايام الاولى للحرب وهي  لافرق عندها سواء كان نزوح أهل الخرطوم، او رحلة نزوح ابناء دول اخرى من خرطوم الاستضافة، والإعاشة، لكل غريب ديار .وعصر المليشيات البئيس الذي يريدون تثبيته في دول التجارب "الاستعمارية" وخاصية امتحان السودان بالنكبات مستمرة ومتعمدة وظلت تمثل  الامتحان المفتوح  للدولة الوطنية السودانية  أو المثال  دول محددة كلها ،تقع في العالم العربي" اليمن والعراق وسوريا و  محاولتهم" الشريرة''  في الخرطوم..  في هذه الكتابة لاتوجد  مساحة للمحبة، او الكراهية، او تبني رؤى سياسية  ،بل هي انطباعات شخصية عفو الخاطر جاءت لحظة إعلان مستر فولكر بيرتس  استقالته ، وحتمتها الحالة الراهنة، بايجابياتها وسلبياتها ،ومأساويتها خاصة بوجود حالة استهبال سياسي ومغالطة للواقع لاتزال تنظر للنزاع بعيون "حرب الجنرالان وحرب الكيزان والطرفان ،في حالة تطرف نادرة عند مواجهة الدولة السودانية مخاطر تحيط بها وتكاد تعصف باستقلالها" .وأتمنى ان يقرأ هذه الخواطر  مستر "فولكر" وان يصله عن طريق من  أدمنوا  "التوصيل "طلباً للوصال، مع المنظمة الدولية" ..المهم يصل مستر "فولكر "يداً بيد،" ويسلم إليه عسى ولعل ان يضمنه مذكراته...رغم الدعاوة الظاهرة، والباطنة، التي ظهرت وستظهر على سطح الراهن ومقبل الأيام إلا ان الحقيقة الواضحة في تشخيص عمل المستر" فولكر"، هي ان معلوماته عن السودان الشفاهية و"المستنبطة،" عبر وكلاء تقديم المعلومات، او القراءة الشخصية ،هذه المعلومات كانت سطحية حد" الابتذال" ،وضحلة ضحالة تشبسه الكلام باللغة العربية التي لايجيدها ،ولكنه كمستشرق يراها الافضل لتقديم نفسه للمواطن السوداني وللسياسي المحترف .ومفارقة التفكير باللغة الالمانية الواضحة فكرياً وقانونيا ،والحديث بالعربية الواسعة والمتسعة والشاسعة في المفردة، والمترادفات، جعلته في حالة ضياع بين لغة اهل" كارل ماركس" وبساطة لغة الخطاب العربي "الفولكري" ،وكان هذا هو الخلل الأكبر وقد استغل " الناشطون_ والناشطات" ،عدم إلمامه بلغة أهل البلد واحاطوه بسياج من الأكاذيب والاغاليط ،حول التركيبة السياسية ،والاجتماعية، والثقافية واتفقت رؤى الناشطة الناشئة مع تخميناته، وامنياته وماتم تزويده به من معلومات عامة، وخاصة، تمحورت حول كيفية الوصول إلى اهداف ، تحكي عن اماني دول بقضم السودان "قضمة "واحدة .و السؤال ماهي ردة فعل المستر فولكر؟..تلخصت ردة فعله في تشخيص كل ماهو ضد حركة "النواشط الناشئة "والفطيرة في قراءة الواقع السياسي وتشعباته بانها في متاهة النظام السابق او في معيته وهكذا يتعلق الكذب بالثياب ويساهم في تعميق الهوة بين الحقيقة والسراب،  لدبلوماسي محترف،  تتلخص   مهمته الاساسية وفق ديباجة تعيينه "للمساعدة في التحول الديمقراطي"، واول بند كان عليه الضغط من اجله تغيير قوانين مثل "العمل_ ومفوضيات الانتخابات،  والتعداد السكاني والسؤال عن البرلمان الانتقالي وهذا جزء من سيناريو ترتيب البيت الداخلي، وبالتالي جعل الكل منخرط في بناء نظام حكم ديمقراطى ،ولكن كل هذه الملفات كان حصاده فيها "الهشيم " . وهذه الحالة السياسية، ظلت مهيمنة على خطاب وفكر وفهم وعمل" مستر فولكر "،حتى مغادرته إلى شواطئ بورتسودان عقب اندلاع الحرب ومنها الى واشنطن واديس ابابا. وهي محطة انصح كل من يهمة امر السودان او لديه عمل يرتبط بقضاياه ان لايتخذها مكاناً او مقراً له ومن عاصمتها يتعاطي مع هذه القضايا او الازمات لاسباب تاريخية ونفسية.. نجحت الفئة الناشطة، في بيع و شراء سياسي "طفيلي" غلفته بحجج واهية، واستطاعت إقامة جدار "اسمنتي: بين المستر فولكر، وقوى أساسية في خط الثورة  ،وسعت الى كسب مكانة شخصية لدى ممثل الامم المتحدة ،ولتكتسب ذاتياً صفة المؤتمن "على بنوت  فريقه"  لدى سادة العالم الاول، وخلاصة الامر: مجد شخصي على حساب شعب ووطن .ادمن المستر فولكر سياسة التجاهل، والإصرار على برنامجه السياسي للحل الشامل، لدول التدخل السريع والجاهل  في شؤون الدول العالمثالثية، وتؤازره وتحضه ثقافة "الرجل الابيض" وهي ثقافة لم تتخلص منها الدول الاوروبية الرسمية،وليس الشعبية رغم بروز وظهور واستشراء ظواهر كراهية الاجانب ،وتفشي العنصرية في مجتمعات الغرب.نشط" الناشطون والناشطات" واشتطوا في الامنيات_ وهم يزرعون في كل شارع ثقافة عزل الشوارع عن ثورتها_ وفق معاييرهم وشروطهم غير الوطنية ، وهم يعلنون عن اكتشاف طوابير ضد الثورة في كل يوم وهم في الكذب "قادة "ولم يلهيهم عن كذبهم، شراكات الحكم ،مع الجيش ،وشراكات مابعد الحكم في البقاء قيد الوظيفة الحكومية ،واشراط ،وتشريط التوظيف ،والمعارضة، والنضال في آن واحد و"انوات "تتعدد بتعدد الكذب، والمخاتلةوتفاهة الشر..هذه الحالة الراهنة التي نعيشها مستر فولكر انت كنت من اسبابها الرئيسية ، ليس عن سوء نية ،او قصد منك بل دبلوماسي تريد النجاح في مهمة اوكلت إليه ووجد مجموعة من  "السياسيون المحترفون" ،وبالتالي فإن الثقة فيهم هي ثقة في سراب فوقه وتحته "سراب" مما رأيت  وعلمت من الحرب ومآسيها  .ومن نوافل القول تذكير المستر "فولكر "بان التجربة السياسية السودانية الانتقالية، لديها إرث كبير في الممارسة الديمقراطية، تمثلت في الإطاحة بأول ديكتاتورية في العالم الثالث والاول والثاني في القرن العشرين تمثلت في نظام عبود الذي اطاحت به ثورة ٢١ أكتوبر ١٩٦٤م،وهو نظام ديكتاتوري مستبد حصن نفسه بعلاقات مع الغرب، والشرق وفي تلك الفترة كانت بلادكم تلملم جراحات "هتلر والنازية ".ومن نافله القول تذكيركم بأسقاط الشعب السوداني لنظام المشير النميري وهو ايضا قد حصن نفسه بعلاقات واسعة مع الولايات المتحدة، وصلت حد مناورات" النجم الساطع" ،وهذا النظام استطاع إقامة سلام مع الجنوب استمر لمدة "عشرة اعوام ..ومن نافلة القول لسيادتكم،  ان الشعب الاعزل قد أسقط نظام البشير في مظاهرات استمرت من ١٩/ديسمبر ٢٠١٨ إلى ١١/إبريل ٢٠١٩م دون كلل، او ملل ،او خوف، من مجهول.هذه التجارب السياسية انت ومن معك ومن خلفك ،ومن هم امامك، تنكرتم لها واردتم لتحقيق مصالح لانعلمها فرضها  تحت ذريعة بأن من  ليس معنا فهو ضدنا حتى وان كان من نفس "الصف الديمقراطي". 
* مستر فولكر...
هنالك الكثير من" الدعاوة" الكاذبة في الساحة السياسية السودانية، لايمكن لمن لم يعشها ان يصدقها، ولأننا مجتمع متنوع فإن مساحة الصراحة تضيق وتضيع، إذ يمثل صمتنا درجة من درجات تجنب المشاكل، وبالتالي تغيب الروح النقدية، وتتلاشى وتغيب ،وسط ركام طويل، وتراكم سلبي، يخفي الحقيقة وبعد الإخفاء والتغييب يتم التزوير، وهذه حالة ظل غربكم الامبريالي يستغلها في خلق فزاعات، وتقديمها ودعمها، من اجل تنفيذ سياسته في" تركيع الشعوب"  وتوجد. حالة ثقافية غربية تتمثل في "الوصاية "على الشعوب باعتبارها قاصرة، وليس لها من الحداثة نصيب ،وهو القول الجزاف المحل_ رغم انقطاعات التاريخ وهيمنة الغرب على العالم ، إلا اننا شعب عريق عرف الاجتماع البشري وتكوين الدول قبل" خمسة الف سنة" 
"ياسامر الحي انَّ الدَّهرَ ذُو عَجبٍ .. أعيَت مَذاهبهُ الجُّلّى على الفِكَرِ
كأنَ نُعماءهُ حُبلى بأبؤسهِ .. مِن ساعَةِ الصَّفو تأتي ساعَةُ الكَدَرِ"
*محمد مهدي الجواهري