عتبة، تشتهي تفاحا يرقص التانغو

عتبة، تشتهي تفاحا يرقص التانغو أسماء رمرام... الجزائر مخرج: العتبة لا تشبه النص، وأنت نص معقد التفاصيل، وأنا حبر متلهف على الانسكاب، مفتون برائحة التراب تحت المطر..

عتبة، تشتهي تفاحا يرقص التانغو

عتبة، تشتهي تفاحا يرقص التانغو

أسماء رمرام... الجزائر

 

 


مخرج:

العتبة لا تشبه النص، وأنت نص معقد التفاصيل، وأنا حبر متلهف على الانسكاب، مفتون برائحة التراب تحت المطر..

سبيل:

لم أعد أبحث عن كتف، اكتفيت بي متكأ وظلا، وأسندت ظهري للريح، وأقسمت أن لا أرتجف، وأن لا أعبر اسمكَ بشيء من الخوف، وأن لا أزورك إلا كما تزور الحمّى عظامَ المريض: مباغتةً وفتّاكة.

أريكة:

جالسة أنا على حافة الوادي، أرقبُ وقع اسمي على شفتيك، أتوسّدُ الحنين وأتأمل قدميّ العاريتين وهما تتلصصان على الأسماك الحرّة، بينما عينك هناك تبحث عني، في السقف المغلق.

شاشةٌ ميتة:

هل ترى بأم عينيك ارتعاش العالم وهو يمدّ يديه إلى السماء؟

تفاحة:

أراك من بعيد تتملّى أصابعي وهي تمسك سكينا صغيرا وتقشر تفاحة على مهل، أردت أن أترك لك أصابعي حرة ترقص التانغو، وتتوهج على سريرٍ من الحبر الأسودْ، وأردتَها تلميذة طقس قديم قديم، تقشر فيه النساء أصابعهن وهن يرقبن فتنة رجلٍ وسيم.

غفوة:

لا تصدقني كثيرا، فرغم كثرة صدقي قد أكذب وأنا أركبُ الشعر حصانا، وأجوب البراري.

هدنة:

هل تحبني حقا؟
أشك في ذلك،
ولهذا أنا أكتب،
ولهذا أسائلُ فناجين القهوة الباردة، وأرغفة الخبز الساخنة، ومقبض الباب الخشبي، وأحذيتي التي تتلصص على أحلامي دون خجل..

مدخل:

حاولت في ما مضى أن أتشبه بك، أن أخلع عني حجاب الشعر، أن لا أرتمي في براري الخيال، أن أكونك، أن أتقمصّك، أن أرتديك معطفا، أن أجد سبيلا إلى روحك دون أن أخسر نفسي.. لم أستطع..
لأنك نص معقد التفاصيل، ولأنني عتبةٌ شفافةُ القسمات، ولأننا معا نشكل بيتاً متكاملَ الملامحْ، ولأجل هذا كله لن أطرق البابَ العصيّ، ولن أدخلَ إلى رأسك إلا كما يدخلُ الزائر بيت الغريبْ.

عتبة:

أعتقد يقينا أن الباب الذي جمعنا يئنّ من شدةِ الوجع.. وأجزم أنه مثلي يتكىء على قبلة منسية..

نص:

وإني أحبكِ
يا وردتي فلماذا السؤال؟
وأرنو إلى شفةٍ من خيالْ
وأنتِ تهزين عرش جنوني
وتدرين أن يديكِ سريري
وأنّي أغارُ وأني لعينيكِ
مأوى وظلٌّ
فكيف الشجيرات دون ظلال؟
ـــــــــــ