امهات الشهداء

امهات الشهداء هاجر عادل دموعهن هزت كل من لديه ضمير، أم الشهيد محجوب، الحاجه زوبه وداعه

امهات الشهداء

 امهات الشهداء

هاجـر عـأدل


دموعهن هزت كل من لديه ضمير، أم الشهيد محجوب، الحاجه زوبه وداعه، والوالده ماريا الطيب بشير، جميع أمهات الشهداء بلا استثناء هن عظمه وشموخ ونكران للذات، في عداد المثاليه.
أمهات فجعهن الدهر بفقدان أبنائهن فاخترن مواجهة هذا الواقع المر الذي يحاكي الصخر في ثقله، فرغم الألم هن الصامدات الصابرات اللواتي ضربن أروع الأمثله في القوه والبساله  ليستحققن وعن جداره أن تنحني لهن الرؤوس إجلالا واكبارا فهن أمهات في زمن الثوره السودانيه.

 

 


تظل ثوره ديسمبر (كانون الأول) في العام ٢٠١٨ التي اندلعت في السودان عالقه في اذهان كثير من السودانيين والعالم حيث أدت إلى استشهاد وفقدان مِئات من الشباب والشابات وهو ماخلق جروحا والاما لاتندمل لدى أمهات الشهداء تحديدا.
وفي يوم عيدهن (٢١) من مارس نعرض نماذج لأولئك العظيمات حيث لم نحتاج أن نذهب بعيدا ولم نقلب الصفحات والمراجع للبحث عمن خلد التاريخ أسمائهن، فهاهن مازلن يعشن بيننا بكرامتهن وعزتهن.

 

 

 أم كل الشهداء.. الموت واحد ومابنخاف
(أحلام خضر) ام الشهيد هزاع عز الدين جعفر، الذي أصيب بطلق ناري في الرأس إبان مشاركته في الاحتجاجات التي اندلعت بسبب الغلاء، أحلام تحب أن تعرف عن نفسها ب(أم كل الشهداء السودانيين) ، ولدت وترعرعت بحي(شمبات) أحد أعرق الأحياء في محليه بحري شمال العاصمه الخرطوم، شاركت في غالبيه المظاهرات التي اندلعت من مسقط رأسها ضد نظام البشير، إذ تلقت العديد من التهديدات بقتل ماتبقى من أبنائها وعلى الرغم من ذلك السيده أعلنت أنها على أتم الاستعداد لتقدم الف هزاع شهيدا مهرا للديموقراطيه وأن إبنها واجه الموت بثبات، مايجعلها تعيش كل ما يتبقَّى من أيام حياتها مرفوعه الرأس.

 


 السودان يجب أن يتغير
(امال مصطفى) أم الشهيد علي التاج حسن وهو إبنها الوحيد، قتل يوم الجمعه ١٥/مايو/اَيار من العام ٢٠١٩ في احتجاجات شعبيه أمام مقر القياده العسكريه قرب ساحه الاعتصام عن عمر يناهز (٢٧) عاما، فور سماع ماحدث لابنها شعرت اَمال وكأن السماء كلها انهارت على رأسها في لحظه واحده، فهي التي لم تعارض طلب إبنها ليذهب إلى مقر القياده من أجل الاعتصام رغم يقينها بخطوره التجمع وضرب المعتصمين بالسلاح، ويذكر أن السيده اَمال شاركت في مهرجان ثوري شعبي برفقه موكب مكون من آلاف الشباب انطلق من منزلها بضواحي الخرطوم إلى ساحه الاعتصام، حيث كان ينتظرها آلاف الثوار السودانيين لتكريم ابنها الشهيد وفور وصولها قوبلت بشعارات من بينها "ياأمي ماتبكي، خلي الوطن يبكي". اَمال نادت الشباب بأن يتحدوا ويصروا على بناء سودان جديد قائلة:- " السودان يجب أن يتغير".

 


 عباس مشى وين
(عاجبه الفاضل) والده الشهيد عباس فرح(حارس المتاريس) الوسيم الذي حظي بلقب(شهيد الترس)، كان عضو فاعل في لجان المقاومه الخاصه بميدان الاعتصام. استشهد في مجزره القياده العامه التي كانت في ٢٩ من رمضان في العام ٢٠١٩، هذه الحادثه أثرت أثرا بالغا في نفوس الأمهات حيث جعلت عيدهن هو أسوأ الأعياد في تاريخ البلاد، بيد أن طريقه استشهاده كانت بمثابه رساله تدعو والدته(عاجبه) للفخر، فهي التي لم تبخل على ابنها عباس بالحب والعطف لأنه كان من أفضل أبنائها فأحسنت تربيته ولها ولدين وثلاثه بنات، الحاجه(عاجبه) كجميع الأمهات الدموع لاتفارق خديها ولسان حالها يقول "عباس مشى وين"؟.


 كأنه حي بيننا
(مياسه صالح عمر) والده الشهيد وليد عبد الرحمن، قتل أيضا خلال تظاهره تلت عمليه فض الاعتصام لكن رسما غرافيتي ملونا كبيرا لوجهه المبتسم رسمها نشطاء على جدران منزله أعطى والدته المكلومه شعورا أنه لايزال حيا بينهم، (الام مياسه) يرافقها دوما شعور الفخر كونها أم الشهيد.


 خط رجعه
ولايقتصر هذا التقرير على أمهات شهداء ثوره ديسمبر، بل عمدنا أن نرجع بالذاكره إلى الوراء إلى عام ١٩٨٩م حين تم إعدام (مجدي محجوب محمد أحمد) ظلما بتهمه حيازه النقد الاجنبي وكان عمره وقتها خمسه وثلاثين عاما،في ديسمبر عقب الانقلاب العسكري الذي قام به الرئيس المعزول عمر حسن أحمد البشير. الحاجه (هانم حسن أحمد) والدته، في حوار صحفي أجرته معها صحيفه الانتباهه تقول :- أن مجدي برئ وأنه قد ورث الأموال من والده الذي كان من كبار رجال الأعمال وأن الأموال تخص جميع أفراد أسرته، فبعد وفاه والده لم يقم بتسجيل المبالغ النقديه التي كانت مودعه في خزانه العائلة لدى بنك السودان وخالف بذلك القانون الذي سن وقتها من قبل اللجنه الاقتصاديه التي كان يترأسها الرَّاِئدُ (صلاح كرار).وعن ماقدمته لتنقذ إبنها من حبال المشنقه، قالت أنها سلكت كل الطرق وطرقت باب البشير وذهبت إلى منزله مرات متتاليه ليعفوا عن إبنها ولكنها قوبلت بالرفض ولم تيأس لملاقاته إلى أن ثبتها (مجدي) في إحدى زياراتها له طالبا منها ألا تتوسط له عند أحد بقوله"عندك أربعه رجال وربنا قاسم لي أموت كده". تقول الحاجه (هانم) بعد الإعدام صبرت واحتسبت وسافرت إلى القاهره حيث مكثت فيها خمسه سنوات باصرار من بناتي خوفا على من الموت حزنا.