أقام أكثر من 60 معرضا وحصد الكثير من الجوائز العالمية

أقام أكثر من 60 معرضا وحصد الكثير من الجوائز العالمية التشكيلى السودانى حسين جمعان وبناء الفكر الجمالى محمد نجيب محمد على جمعان : العالم ليس الموجود المشهود إنما عالم الحكمة عتيبى : جمعان يرسم شعرا ويكتب تشكيلا

أقام أكثر من 60 معرضا وحصد الكثير من الجوائز العالمية

أقام أكثر من 60 معرضا وحصد الكثير من الجوائز العالمية
التشكيلى السودانى حسين جمعان وبناء الفكر الجمالى

محمد نجيب محمد على

 

 

جمعان : العالم ليس الموجود المشهود إنما عالم الحكمة
عتيبى : جمعان يرسم شعرا ويكتب تشكيلا
الحلو :حسين جمعان لم يكتشف بعد ، و جاء قبل زمانه .

 

 


يعد الفنان التشكيلى البروفسير حسين جمعان المولود عام 1942 بمدينة كسلا بشرق السودان  من أوائل الفنانين الذين كانت لهم إضافات كبيرة ومميزة فى مجال الفن التشكيلى ، وبجانب ذلك هو قاص وشاعر ، وقد أقام أكثر من ستين معرضا تشكيليا فى العديد من بلدان العالم العربية والإفريقية والغربية منذ بداية العام 1966 ، وحصل على العديد من الجوائز العالمية منها جائزة جائزة الشراع الذهبى بالكويت، ومؤخرا   جائزة نوما لأدب وفنون الأطفال بطوكيو باليابان عام 1999 و نال درجة الماجستير من الكلية الملكية البريطانية والدكتوراة من جامعة جوبا ،كما منح نوط الجدارة فى الإبداع من جمهورية السودان، ويعمل الآن عميدا لكلية الفنون والتصميم بجامعة المستقبل بالخرطوم . وما يميز أعمال جمعان التشكيلية أنه يهتم بتفاصيل البيئة السودانية ويزاوج فى أعماله بين التراث والمعاصرة ويستلهم أغلب تصاويره من الحضارة النوبية القديمة ولا سيما مملكة كوش من خلال دلالاتها ومعانيها وابعادها يقول عنه الناقد والكاتب المسرحى الدكتور يوسف عايدابى " الناظر إلى أعمال جمعان يلج إلى سره المكنون بانجذاب آسر، وعالم جمعان الفنى عالم يبشر بالحياة وينبت من حالات شجنية وذكريات وحكايا أقمار وعوالم متخيلة نافذة إلى أعماق بعيدة حيث يصبح على المبصر للوحة إدراك ما لا يدرك بالعين ، ولكنه يسحر البصر ويبرق فى الشعور . وحسين جمعان يعمل على ترجمة أفكاره ورؤاه من خلال الرسم والتلوين والخطوط  ، وقد وصفه التشكيلى البروفسيرأحمد محمد  شبرين بأنه من الفنانين القلائل الذين يعملون على بناء الفكر الجمالى  من خلال مفردات التشكيل والأشياء وهومواصل ومتصل بفنون التعبير الأخرى فى الأدب والشعر ونجد في ايقاعات الوانه وخطوطه نبضا. يقول حسين جمعان  ليس مهما ان تكون رساما , ليس مها البته. عندما تدخل هذا المجال, المهم وللغايه هو تطوير قدرات معرفيه ثقافيه . و مدخل  للفن , أي الفن ,  هو الثقافه الذاتيه في كل المجالات و التامل في واقع ثقافه اهل السودان بكل روافدها المختلفه , السماع و الرؤيه . فالعالم ليس الموجود المشهود ,إنما عالم الحكمة و العالم الذي حولي وأنا أحب أن اقف علي تفاصيل دقيقه من حضاره السودان  القديم و من عمل الهواة و عمل الاطفال البريء , و عند انتهائى  من  أي عمل .فني أركن الي رأي الإنسان العادي , فإن أعجبه عملي أعتقد جازما  أنه قد بلغ منتهاه , أكثر من رأي  المتخصص في المجال التشكيلي. و الانصاف لا يتاتي إلا من هولاء البسطاء الذين يمشون في الشارع و هم في واقع الامر حكمه هذه الامه.ويقول جمعان أن هناك ثلاثة عناصر تساهم فى رسم اللوحة هى العقل والقلب واليد ، إذ أن اليد هى التى بنت الحضارات وهذا زادى فى العمل وأنا أحب أن أسمع وأسمع كثيرا .ويشير إلى أن اللوحة تأتى من مسافات بعيدة لا ندرك كنهها ، والخامة لها دور عظيم فى بناء اللوحة . إذ أن اللوحة تعطيك أحلامها إن شعرت بحبك لها ، فهى عنصر مهم للحوار معها وليست مجرد قطعة قماش ، هى لها طقس واحاسيس وتهمس لك بحنين دافق وتقودك لعمل عظيم .

 

التشكيلي محمد عبد الله عتيبي

 


ويرى الفنان اتشكيلي  العالمى إبراهيم الصلحى أن هناك تقارب يجمعه مع حسين جمعان فى تشكيل الصورة ومكوناتها الأساسية من أصول وفروع تكوينية ، والتركيز على اللون الأسود كعنصر درامي يساهم فى خلق مجال تعبيري مرئي بالمونوكروم وشد حبل المعالجة التقنية للصورة بين طرفي تباين السواد والبياض وما بينهما من تدريجات رمادية على أساس التدرج الضوئي أو المعالجة الزخرفية أو الخطية رغم إختلاف المنهج بينهما فى التقنية والمحتوى . ويقول التشكيلى محمد عبد الله عتيبى هناك ثلاثة أوجه ميزت شخصية الأستاذ حسين جمعان كونه معلما ورساما وشاعرا .
فبعد أن أكملت السنة الأولى بكلية الفنون الجميلة والتطبيقية الخرطوم 1968 إنتقلت إلى قسم التصميم الإيضاحي ( الغرافيك ) وكان المعلم والمشرف على الدفعة شاب وسيم ولطيف وملىء بالنشاط والحيوية يمد يد المساعدة لكل من يطلبها ، تعلمنا منه أساسيات هذا التخصص وكان يمدنا بالأدوات الخاصة بالعمل من الوان واحبار واوراق من مخازن الكلية الزاخرة بالمواد الإنجليزية الفاخرة .
كان معلما محبا لمهنتة تعلمنا منه الكثير وما زال يعلم ويعمل حتى الآن عميدا لكلية الفنون فى جامعة المستقبل .
والجدير بالذكر أن الأستاذ جمعان قد نال دراسات عليا فى مجاله من جامعات بريطانيا وغيرها .
والرسام جمعان معروف فى السودان وعلى المستوى  الإقليمي والدولي كفنان تشكيلي له اسلوبه وبصمته فى هذا المجال وفى الحركة التشكيلية السودانية

 

 

الروائي والناقد عيسي الحلو


وقد عمل مع استاذه شبرين وآخرين على استنباط اللوحة الغرافيكية ( إن صح التعبير ) التى تجمع بين التصوير والغرافيك ، و برع فى التعامل مع الأبيض والأسود وبخامات مختلفة سواء بالحبر أو ( الاسكريبر بورد )
وهو من أسس مع آخرين جماعة الأبيض والأسود والتى لا تتعامل مع الألوان عدا اللون الأسود والأبيض وتقيم معرضا سنويا بالخرطوم منذ ثماني سنوات .
وبنفس القدر فأعماله الملونة لا تقل روعة وجمالا عن الأبيض والأسود
أعماله ذات طابع إنساني يتناول فى أعماله الإنسان والبئة المحيطة به من طبيعة نباتية وحيوانية ومعمارية . ويميل فى بعض الأحيان إلى الأخذ بمفردات ( الأرابينك )  
شخوصه جميلة ورشيقة وتسبح فى عالم من الأحلام والأجواء السريالية وهذا راجع لطبيعته الشعرية . فالرجل شاعر لا شك فى ذلك يكتب القصيدة المرسلة المليئة بالأجواء الغرائبية فهو يرسم شعرا ويكتب تشكيلا
هذه الطبيعة أهلته لأن يكون صديقا حميما للشاعر الفذ المجذوب والذى كان يهوى الرسم بجانب شاعريته العظيمة

 


وامتدت صداقته للشاعر محمد عبد الحى وقد صمم له كثير من دواوينه وابدع له كثير من الرسومات الداخلية لاشعاره الجميلة .
كتب الأستاذ الشاعر جمعان قصيدة رائعة فى زوجته الفنانة ( خالدة المهدى ) عليها الرحمة بث فيها كل حزنه واوجاعه لرحيلها . لقد نال الأستاذ حسين جمعان كثير من الجوائز والميداليات من اليابان والكويت وعمل العديد من المعارض فى الخليج وغيره

 

 


وله الكثير من المحبين لأعماله
وعلى المستوى المهنى صمم العديد من الكتب للمكتبة السودانية وعمل على إخراجها بمستوى جمالى راقي بينما يذهب الروائي والناقد عيسى الحلو إلى أن حسين جمعان متفرد فى إتجاهاته الفنية وهو يرى هذا العالم بمنظار مختلف ، هو يتأمل الكائنات الدقيقة هذه المخلوقات التى تزحف على الأرض ويلاحظ بشغف وبتساؤل حار عن النقوش والزخارف المرسومة على ظهورها وعلى أجسادها ، ويتأمل هذا العالم الذى لم ير من قبل ويحاول أن ينقل ذلك على سطح لوحاته ، وبذا فجمعان يحرص على لوحة جديدة تتأمل هذا الكون الخبىء المستور عن العين العابرة ، ويحتاج إلى عين بصيرة مدققة لترى التناغم بين هذا الكون والأكوان الأخرى ، حيث ترفرف أجنحة العصافير فى الفضاء الأزرق الفضى وتتراقص أوراق الشجر الخضراء وتلتف سيقان الأشجار بقشرتها البنية . عين جمعان المشكل تلتقط النغمة والإيقاعات وتحاول أن تعيد العلاقات والنسب . فهذه العوالم التى نظن نحن أنها عوالم لا نسق ولا تجانس بينها . جمعان بذكرنى بالتجانى يوسف بشير ورؤيته إلى هذه الوحدة الكونية وهنا تكمن طرافة وجدة وقدم وأصالة عالم حسين جمعان . كل هذا مسنود بدراسة أكاديمية حيث الجزء إلى جانب الجزء يكونان وحدة هذه الأكوان التى تحدثت عنها ، وفى ظني أنه لم يكتشف بعد هو هذا النوع من الفنانين الذين يأتون قبل زمانهم .