* مشاوير صحفية *في تذكر الراحل بقادي... *عامر محمد أحمد حسين.
.* مشاوير صحفية
*في تذكر الراحل بقادي...
*عامر محمد أحمد حسين.
لا ادري كم من الوقت مرٌ على أستاذ أحمد علي بقادي وهو ينظر في وجه محدثه عندما قال له: انت لم تقف مع محجوب عروة عندما اعتقلكم صلاح قوش واغلق صحيفة السوداني وبصريح العبارة "طلعت نفسك وخليتو لناس الأمن..حدق استاذ بقادي ملياً في الشخص الذي امامه وعرف ان هناك رسالة ومرسل ومرسل إليه.كان الوقت آخر ساعة في النهار ونحن في إنتظار الحلقة الثانية من شهادة أستاذ احمد.بقادي " شاهد على العصر" في حديقة اليونسكو وتحت سلسلة نادي القصة.يتجاذب الحضور النقاش حول شهادة جاء فيها: حقق معي محمد ابراهيم نقد والتجاني الطيب وصلاح قوش،اختلفت الازمنة وتفاوتت لحظاتها بين التحقيق من جانب الحزب الشيوعي بخصوص كتابة ايجابية لبقادي عن كتاب "ملامح من المجتمع السوداني "للراحل حسن نجيلة ،والتهمة :حسن نجيلة عدو للحزب .وكانت نتيجة التحقيق هي الحفظ وبالتالي التجميد دون إعطاء العضو المجمد فضيلة_ الفصل من الحزب.بعد سنوات طويلة وغياب بينهما يكمل دورة نصف قرن من الزمان ،تقابل الراحل بقادي والقيادي في الحزب الشيوعي الراحل التجاني الطيب وكانت المناسبة وفاة والدة السكرتير السياسي الاستاذ محمد إبراهيم نقد.ذهب بقادي مواسياً لنقد في وفاة والدته ووجد من بين الحضور في تقبل العزاء وقوفاً ،الراحل التجاني الطيب بابكر،صافح الجميع ولم يصافح الراحل التجاني.اساله لماذا يا استاذ لم تصافحه والمناسبة حزينة وقد واسيت من كان معه في التحقيق وكانت اجابته: إطلاقاً ..ولم يزد عليها حرفاً واحداً ثم أستدرك هو لم يكن صديقي ولم ألتقه منذ نصف قرن والآن رحل عن عالمنا رحمه الله.. تظل علاقة استاذ احمد بقادي والحزب الشيوعي السوداني من تجليات جيل تاسيس الصحافة، والوعي السياسي ،وقد انتصرت الأيديولوجيا، في الختام وتحولت إلى مواجد عديدة، اجتماعية، وسياسية، ببن ابناء الجيل الواحد في" السن_ والاتجاه"..لايذكر "استاذ بقادي" الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني" حدتو "بالخير وهو احد جيل تاسبس الحركة السودانية للتحرر الوطني "حستو" وقد تم سجنه لنشاطه مع حدتو وحستو ولعل سر ذلك يبدو من ازمات الحركة الشيوعية المصرية ،وانقساماتها ، والصراع بين الحزب الشيوعي المصري"الراية" وسطوة "هنري كورييل" وهي سطوة القت بظلالها على تاريخ طويل حفل بالشغب والقراءة لتاريخ كورييل ،ولاتزال إلى اليوم تقف صورة "ابن الذوات اليهودي" والانتماء لبيت" راسمالي اجنبي" و"اصل" ايطالي رغم مافي سيرة الرجل، من اشراقات ارتبطت حتى بالصراع العربي الإسرائيلي، وماجاء في مذكرات وسيرة ذاتية ممن كانوا في موقع صدارة عهدثورة يوليو "..المنظومة. ويذكر الدكتور" ثروت عكاشة" -أحد الضباط الأحرار وأشهر وزير ثقافة مصري في مذكراته إلى "كنت تعرفت إلى" هنري كورييل" مع مطلع عام 1958 بمدينة جنيف وقدم لى عددا من الشيوعيين المصريين المقيمين بأوروبا، وأشهد أنه طوال تلك السنين كان كورييل، مثالا للتعاون الأمين سواء من حيث المعلومات السياسية المفيدة التى زودني بها أو من حيث الاتصالات الجادة التى كان بها يحاول أن يخدم قضية التطبيع بين مصر وفرنسا. واعترف لوجه الحق أنه قام بمد جبهة التحرير بالجزائر بمساعدات فعالة وكان تأييده للمجاهدين الجزائريين بغير حدود في الوقت الذى كانت تطاردهم فيه جميع أجهزة الدولة الفرنسية""وأشار استاذ " احمد علي بقادي" في إفادة نشرتها من قبل عن كورييل «كورييل امتلك قدرات مالية كبيرة وكان متقدماً فكرياً وداعميه, كان الهم الأكبر لهم ضرب الحركة الشيوعية في مصر والسودان من الداخل والقيادات ذات الوعي الكبير, امثال الشهيد شهدي عطية الشافعي وقفت ضده وكشفته وجمال عبدالناصر كان يعرفه جيداً ولا اشك لحظة ان عبدالناصر كان سيطرده لو انه كان موجوداً في مصر عند قيام الثورة ولكنه طرد العام 1950م ويضيف "بقادي "هذا الرجل صهيوني ماكر جداً ودمغ الحركة الوطنية المصرية الشيوعية بأقبح الصفات ووجود كورييل في رئاسة اليسار المصري «سبة» في جبين الحركة المصرية. واشار بقادي «علاقته بعبدالخالق كانت صداقة وكان سنداً لهم من الناحية التنظيمية والمالية والحركات الشيوعية ما كانت تثق في هذا الكورييل, وحول تأثير كورييل على شخصية عبدالخالق ومجموعته اكد بقادي: ان كورييل هو الذي خلق في الحركة الشيوعية اسطورة القيادة, وهذا ضد المباديء اليسارية فتأثيره لم يكن اطلاقاً ايجابياً" من الشخصيات التي سالت عنها استاذ" بقادي" ابن عمته واحد ابرز ركائز البنوك الإسلامية في السودان المرحوم علي أحمد يعقوب .وقد درس في الازهر في نفس سنوات بقادي في جامعة القاهرة بالمملكة المصرية وانتمى" يعقوب" لحركة الإخوان المسلمين ،وبحكم القرابة سالت بقادي فقال :"علي ابن عمتي" وكل منا له اتجاه، ولم نلتق ابداً او اتفقنا حول قضية لاسابقاً ولا لاحقاً ولا اتذكر متى التقيته .لعل باب السياسة و"القرابة" يفتح ابواباً اخرى ظل الاستاذ" بقادي" حريصاً عليها رغم صراحته التي عرف بها....