معسكر الفنون الشعبية والبكاء يوم المسرح العالمي. *أبوطالب محمد
معسكر الفنون الشعبية والبكاء يوم المسرح العالمي.
*أبوطالب محمد
نعيش في واقع كئيب، أجاد علينا طبائع قوم اعتلوا السلطة بالبندقية، وحولوا أرض السودان إلى خراب، طارد لا تتوفر فيه أقل مقومات الحياة. هؤلاء السلطويون ومن بايعهم أتوا يحكمون أهل السودان دون خبرة أو دراية، قادوا السودان إلى تهلكات صدعته أفقيا وعموديا، الخروج منها يتطلب ردحا من الزمان حتى يستقيم صراط السودان. هذه الحكومة الانقلابية ممهورة بوصمة عار. لأسباب وحدت غالبية أهل السودان على كلمة سواء، وهي السقوط؛ أشهر الشارع هتافاته منذ أكتوبر 25 حتى اللحظة ينظمون مواكب ووقفات. وما زالوا مصرين على موقفهم. حتى يتحقق فيه حكم مدني يتساوى فيه الناس.
قادني لهذه المدخل المسرح الذي تبدل من مكان عرض إلى معسكر . هو مسرح الفنون الشعبية، أثارني المنظر الذي رأيته، حرك في نفسي ذكريات وليالي عامرة بالتشخيص المسرحي، ولقاءات الأحبة و الأساتذة والأصدقاء كانت أيام بكر حافلة معطاءة بفعل مسرحي، استطاع يخلق لنفسه مكانة في تاريخ الحركة المسرحية، تأثرت فيها للزملاء المسرحيين ولحالهم وبؤس واقعهم، وهم يستقبلون يوم المسرح العالمي27 مارس بصمت تام، تطفأ فيه مسارحهم. بسبب تحويل الأيقونة الأبرز في المسرح هي (المكان) وتبديل دوره من دار عرض إلى دار حرب (معسكر)، وتبديله أيضا إلى دكان غسال، غضبت اليوم، وتكرر غضبي أكثر كل ما أمر بشارع التلفزيون، التغيير المتسارع الذي أحدثته الحكومة الإنقلابية صوب مسرح الفنون الشعبية، نصبوا فيه خيمتان على جنبات البوابة يدلان أن المعسكر مشواره طويل. وأن المسرح قضى نحبه. استباحوا فناءه المخضر، بعثروا مداخله طردوا موظفيه، عبثوا بكل شيء، جميل كان في الماضي. هذا المنظر كئيب زعزع أهل الدار قبل الجار.
في الختام:
أتوجه بحديثي هذا إلى السيد وزير الثقافة الاتحادي المكلف جراهام عبد القادر. وأظنه يدرك وفايت سمعه، ترديد المسرحيين القول المكرور عن مشاكل مسارحهم، فيها أيه لو خاطب السيد الوزير ، السيد قائد الدعم السريع باخلاء المسرح. وتركوا مسرح الفنون الشعبية الذي صمد في حكم الانقاذ السيء يقدم أسمى المسرحيات وأعظم الليالي، في غفلة من الزمن يتحول إلى معسكر.
فيها أيه لو مهر قلمه، وبادر بفعل إيجابي ولو مرة تجاه المسرحيين وأسترد مسرح الفنون الشعبية إلى أهله. وفي حالة اهمال الأمر على المسرحين المطالبة بمسرحهم...