وادى النيل.. خريطة المصالح والأخوة.
وادى النيل.. خريطة المصالح والأخوة. الخرطوم -كليك توبرس-عامر محمد أحمد زيارة رئيس وزراء مصر الدكتور( مصطفى مدبولي) اليوم السبت إلى الخرطوم، تأتي في ظل تجاذبات عديدة تشهدها الساحة السياسية الإقليمية ، تبدأ من التدخلات الخارجية في ليبيا، واليمن وأمن منطقة القرن الافريقي وعلى مستوى علاقات البلدين
وادى النيل.. خريطة المصالح والأخوة.
الخرطوم -كليك توبرس-عامر محمد أحمد
زيارة رئيس وزراء مصر الدكتور( مصطفى مدبولي) اليوم السبت إلى الخرطوم، تأتي في ظل تجاذبات عديدة تشهدها الساحة السياسية الإقليمية ، تبدأ من التدخلات الخارجية في ليبيا، واليمن وأمن منطقة القرن الافريقي وعلى مستوى علاقات البلدين أزمات سد النهضة، والحدود (حلايب وشلاتين) وكيفية وضع علاقات التعاون الاقتصادي والتنموي في مجراها الصحيح وتنسيق المواقف حول القضايا في المنطقة والعالم. هذه الملفات تؤشر تماما إلى حجم التحدي في وادى النيل (السودان ومصر،) إذ أن خصوصية العلاقات دائما، تكون البوصلة، إلى معالجة كل طارئ وأزمة. .
حقيقة دامغة..
تقول وثائق التاريخ، أن الاستعمار البريطاني قد وضع خارطة طريق واضحة المعالم ضد أي شكل من أشكال الوحدة بين السودان ومصر، وتقول صفحات الدولة الوطنية في وادي النيل، أن ماغرسه الاستعمار تغذيه جحافل منتفعة من ابتعاد الخرطوم، عن القاهرة، وابتعاد القاهرة عن الخرطوم. وقد ظل سؤال العلاقات الحقيقية بين السودان ومصر، مطروحا بين الفئات كافة الحادبة على وضع أساس متين للعلاقات والرافضة لمصلحة خاصة او مغلفة تحت ستار أطماع مصرية في السودان أو تفريط الحكومات السودانية المتعاقبة في مصالح البلاد، تحت هذا الستار الماكر، تنمو خلايا اطماع أخري، تلعب دورا كبيرا في تشتيت المصالح الوطنية، لأجل دول في اقليم من مصلحتها اضعاف العلاقات بين مصر والسودان وخلق أزمات متعددة أمام التعاون و التكامل الذى يؤدي إلى استغلال موارد البلدين لصالح الشعبين.
سد النهضة.
يمثل سد النهضة الأثيوبي، اكبر اختبار للعلاقات السودانية المصرية، في ظل تعنت الطرف الثالث، الشقيقة إثيوبيا، وضربها عرض الحائط بالعلاقات مع السودان ومصر على المستوى الشعبي والرسمى، ولم يعد سؤال ماهو الغرض الأثيوبي من رفض كل التزام حول السد، يطرح فقط داخل اروقة الحكومات وأحاديث النخبة، بل تحول إلى رأي عام، وسط (العامة البسطاء) بأن وراء الأمر، جهات خارجية تسعى لخنق مصر والسودان في مجال المياه وأن الأمر ليس للتنمية وإنما اجندة أخري. ويذهب الدكتور أسامة خليل الأستاذ الجامعى والباحث السياسي إلى" اهمية تسيق المواقف بين السودان، ومصر، في كل المجالات، وليس، سد النهضة فقط، وأشار إلى أن الشقيقة إثيوبيا، يجب عليها وضع تخوفات السودان ومصر في محلها، ومراعاة أن هذه الشعوب لها تاريخ طويل من العلاقات، والمصاهرات وتبادل المنافع وأنها الاقرب إلى بعضها البعض من كل الشعوب الأخرى وأوضح الدكتور أسامة خليل، أن السودان ومصر، لم يرفضا قيام السد ولكن هناك قضايا فنية يجب الإتفاق حولها وأن القول بتحويل النيل الأزرق إلى بحيرة اثيوبية، غير مقبول، ولا احد في العالم يمكن أن يعترف بذلك.
حلايب وشلاتين.
منذ العام 1958، ظل ملف حلايب وشلاتين، يمثل عقبة كبيرة امام علاقات السودانية المصرية وتحول إلى نقطة قياس مدى ماوصلت اليه من تدهور وكذلك بوابة ينفذ من خلالها كل متربص بكل صلة بين دولتي وادى النيل. كان الملف مغلقا لسنوات حتى وصلت العلاقة إلى التكامل وإن كان شكليا، في عهد الراحل جعفر النميري و الراحل حسني مبارك، إلى التنقل بين البلدين، ببطاقة وادى النيل. ومع وصول تيار الإخوان المسلمين السوداني إلى السلطة بأنقلاب عسكري في العام1989 م، شهدت العلاقات أزمات متلاحقة تسببت فيها سياسات الإنقاذ واحتضان نظامها لحركات متطرفة مما أوصل الأزمة إلى عنق الزجاجة بمحاولة اغتيال حسني مبارك في أديس أبابا في العام1995م وكانت نتيجة ذلك أن تحولت قضية حلايب وشلاتين من ازمة حدودية موروثة من الاستعمار إلى احتلال أرض يملك السودان وثائق ملكيتها. يقول الدكتور أسامة خليل"أزمة حلايب قديمة ولعلنا لانقول جديدا، إذا تذكرنا، تدخل مولانا السيد علي الميرغني لدى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ونزع فتيل ازمة كادت تعصف بعلاقات الشعبين إلى حرب و كان ان سحب الراحل عبدالناصر للقوات، التى أرسلت إلى حلايب. وأشار الدكتور خليل، إلى "اهمية اغلاق هذا الملف نهائيا، ووضع خارطة طريق، لحل جذري لهذه الأزمة و التعامل مع هذه القضية باعتبارها أرض شعب واحد، واسرة واحدة يملك فيها أحد الأشقاء النصيب الأكبر لكنه يراعى لمصلحة كل الأسرة، وأن نموذج التكامل، الاقتصادي ، الاجتماعي، والسياسي، والأمني يبدأ من حلايب. " وقال الدكتور أسامة خليل، بأن السودان في عهد الثورة المجيدة، يجب أن يقدم النموذج الأمثل للعلاقات مع المحيط العربى والافريقى وليس هناك من نموذج مثال يمكن تقديمه مثل التكامل بين السودان، ومصر، كنواة لوحدة شاملة في المنطقة. "وحول الأوضاع الاقتصادية الحالية في السودان ومصر ، يرى خبراء في الشأن الاقتصادي أن تجارة الحدود بين البلدين، تشهد تطورا ملحوظا، خصوصا بعد افتتاح الطريق البرى، إلا أنالتبادل التجاري لازال بعيدا عن المعدل المرجو بين البلدين. وأوضح الدكتور أسامة خليل، أن التكامل السوداني المصرى، في المجالات الاقتصادية من زراعة وصناعة، وتنكولوجيا، وعمالة مدربة، يحتاج إلى إرادة سياسية قوية، ورغبة اكيدة في الوصول بالعلاقات إلى مايجب أن تكون عليه، وشدد الدكتور( خليل،) على اهمية توفر إرادة سياسية مشتركة، والابتعاد بالعلاقات من الخطاب الاعلامى المتشنج، أو إعادة تاريخ الخلافات عند كل ازمة. وأن زيارة رئيس وزراء مصر الدكتور مدبولي في هذه الفترة يجب التعويل عليها في وضع العلاقات بين البلدين في مسارها الصحيح. "