في ليل "أتنيه"

في ليل "أتنيه" بابكر الوسيلة... السودان  ................. قلتُ قبلُ: "سننتصِر"  فها أنني في قهوة "أتنيه"؛  أُثنِّي رغبتي في الانتصارٰ...  بل أنّ بعضَ شفَّاتة العَصْر يلومونني على هذه القعدة

في ليل

في ليل "أتنيه"

بابكر الوسيلة... السودان 
.................

قلتُ قبلُ: "سننتصِر" 
فها أنني في قهوة "أتنيه"؛ 
أُثنِّي رغبتي في الانتصارٰ... 
بل أنّ بعضَ شفَّاتة العَصْر يلومونني
على هذه القعدة
الاستثنائيَّةِ وحدي
في مَسِّ هذا المساء الطويل.

كم كنتُ سأحزنُ، 
لولا أنني لم أمارسْ طقسَ
هذا الوجوديَّ
في لحظة مصْطبات "أتنيه" هذه؛ 
كنتُ سأخسَرُ عُمُراً كاملاً
من الذِّكريات،
وكنتُ انتميتُ إلى اللَّامُشتهَى
من وُجُودي هذا
في هذه اللحظة الغريبة
من حقِّ أهٰلي
وصَحْبي
وقلبي الَّلامُنتمي
في
قِمَّة
الانْتماء.

أنا ساهلٌ..
فكيف نِيلُ البناتِ تحت الشجرة؟؟ 
أنا طيِّبٌ..
كيف هذي النباتاتُ في الأُغنياتِ المُمْطِرة؟.
أنا ماهلٌ.. ماهلٌ.. ماهلٌ. 
كيف ضيقُ الرُّوحِ
في ساحة الأُمنياتِ في عطبرة؟

أُحبُّ بلادي؛
ولاشكَّ في قُبْلةِ البنت هذي
لفاتِنها أمام مَفاتنها
في ساحة "أتنيهْ"، 
لا شكَّ في قلبها وهْوَ يُقبِّل فارساً في ضفَّتَيْهْ،
أو شهيداً مات
من أجل النَّدى
بين عناقهِ الأبديِّ لوالدَيهْ.