عرض كتاب

عرض كتاب النقد المسرحي في السودان "دراسة توثيقية" أبوطالب محمد أصدرت الهيئة العربية للمسرح في العام 2019م دراسة توثيقية للراحل الدكتور عز الدين هلالي، في النقد المسرحي في السودان

عرض كتاب

عرض كتاب
النقد المسرحي في السودان
        "دراسة توثيقية"
                  أبوطالب محمد

 

 

 

 

أصدرت الهيئة العربية للمسرح في العام 2019م دراسة توثيقية للراحل الدكتور عز الدين هلالي، في النقد المسرحي في السودان ، وهي من الدراسات النقدية المهمة في مجال النقد المسرحي، حيث إنها انبسطت على فترات زمنية متباينة ضاربة بجذورها التاريخية، بدءا من العام 1880م وحتى العام 1980م، وتمثل محطات بارزة في مجال النقد المسرحي السوداني، وشملت أسماء لامعة من النقاد المجددين في الحقل النقدي المسرحي في ذلك الزمان، وضمت حتى المحدثين منهم.
أفتتحت الدراسة موضوعاتها بمدخل، ما قبل الصحافة السودانية وبداياتها البارزة  من العشرينيات واستمرارا حتى الثمانينيات، حيث شهدت هذه الفترة المتتالية كتابات نقدية ضافية وثقت للشأن الثقافي والاجتماعي والأدبي والسياسي، مع ذكر أسماء نقاد لامعين.
واستمر الناقد في منهجيته التاريخية راصدا بدايات الحركة المسرحية في السودان بدءا من العام 1880م ومرورا بفترة العشرينيات التي ظهر فيها عبيد عبد النور وصديق فريد، وثم فترة الثلاثينيات التي اكتمل فيها الخطاب المسرحي صوب التحرر الوطني على يد رائديين مسرحيين هما خالد أبو الروس و إبراهيم العبادي، وفترة والأربعينيات التي ظهرت فيها فرقة السودان للتمثيل والموسيقي بمولد الممثلة السودانية سارة محمد رائدة التمثيل في السودان، وقدمت الفرقة آنذاك العديد من الأعمال المسرحية، وهي من تأليف وإخراج ميسرة السراج، ثم ألقي الضوء على تجربة مسرح بخت الرضا التي ضمت عددا من رواد المسرح السوداني السوداني دافعين تجربتهم المسرحية بإسهام وتنظير نقدي على مقدمته عبد الله الطيب والفكي عبد الرحمن وأحمد الطيب أحمد على سبيل المثال لا الحصر. ثم أشار داخل التتبع التاريخي إلى سمات مسرح الخمسينيات والستينيات والسبعينيات والثمانينيات ورواده المساهمين على مستوى التنظير والتطبيق.
وولج الناقد في حديثه اللاحق صوب النقد النظري و التطبيقي في الصحف والمجلات والكتب في ذات الفترات التاريخية، ووضح الإسهام النقدي لكل فترة وأسمائها اللامعة.

 

 


ويشير إلى أن مجال النقدي المسرحي لكل فترة إرتبط بمستوى تنظير نقدي محدد الرؤى، مثل مسار نقد العشرينيات والثلاثينيات تفرع مجهوده بين الأدب بشكل عام والسياسية بوجه أخص وأبرز سماته نحو القضايا الوطنية الملحة التي ربطت بين التنظير والتطبيق في مستواهما الفكري. ويعدد في ذلك الشأن الكتب النقدية التي صدرت،  وهي تمثل مرتكزا أساسيا للحقل النقدي المسرحي مثل: (دراسات في الأدب والنقد لمعاوية محمد نور) و (آراء وخواطر لمحمد عشري الصديق ) و( المسرح السوداني لعثمان جعفر النصيري) و (الدراما للهواة لمحمد رضا حسين) ودراسة تاجوج وحرف ونقطة لخالد المبارك) و (الحركة المسرحية في السودان لسعد يوسف وعثمان علي الفكي) و دراسات الطاهر محمد علي.
ويستهل توثيقه على مستوى المجلات والصحف  بمجلة النهضة والفجر وصحيفة حضارة السودان، إضافة إلى مجلة الإذاعة والتلفزيون والمسرح والأيام والصحافة وغيرها من المجلات والصحف الوارد ذكرها في الدراسة، رصدها بتوثيق دقيق مع ذكر اسماء الناقد المساهمين في كل مرحلة، وأشار أيضا للكتابات النقدية الراتبة  عن العروض المسرحية التي قدمت في المواسم المسرحية في سبعينيات القرن الماضي بالمسرح القومي السوداني، وهي الفترة التي انفتح فيها خطاب النقد على  المشهدية المسرحية بصورة منتظمة،  وكان في مقتدمتها إسماعيل خورشيد ومحمد شريف علي وبدر الدين حسن علي وغيرهم. أقول في ختام العرض السريع لدراسة الناقد عز الدين، أنها مهمة جدا للمسرحيين و الطلاب و الباحثين والقراء والمهتمين بالشأن النقدي في مجال التوثيق والرصد، لأنها أهتمت بمجال ظل يعاني من عدم التوثيق ردحا من الزمان، وبهذه الدراسة أكتملت حلقة التوثيق النقدي المسرحي المنسبط على فترات عدة من المشهد الثقافي بشكل عام والمسرحي على وجه الخصوص، ولأن كاتبها عدد محاسن إسهام نقدي مثمر وحافل بالعطاء لأكثر من قرن، و أتى بمحصلة في رحاب التاريخ تتطلب من يكمل المشوار للفترات الحديثة باعتبار أن موضوع النقد  بكر و ذو ضفاف متشعبة.