ذات َ فجْر ٍ

صديقي الشاعر المغني، الروائي و المخرج الاذاعي ابراهيم سلّوم ، اتصل بهاتفي فجرا قبل يومين و ترك رسالة صوتية كعادته، فأعاد الي ذاكرتي اتصالا هاتفيا مشابها قبل عدة اعوام، كنت قد كتبت عنه هذا النص الشعري: ذات َ فجْر ٍ (عبدالله محمد عبدالله) صحَوْت ُ العصافير ُ تُسبِل ُ أجفانَها لم ْ تزل ْ

ذات َ فجْر ٍ

صديقي الشاعر المغني،  الروائي  و المخرج الاذاعي ابراهيم سلّوم ، اتصل بهاتفي فجرا قبل يومين و ترك رسالة صوتية كعادته، فأعاد  الي ذاكرتي اتصالا هاتفيا مشابها قبل عدة اعوام، كنت قد كتبت عنه هذا النص الشعري:
 

ذات َ فجْر ٍ

                (عبدالله محمد عبدالله)  

 

 

صحَوْت ُ
العصافير ُ تُسبِل ُ أجفانَها
لم ْ تزل ْ
و الصباح ُ ندِي
صحوت ُ علي جَرس ِ الهاتف ِ
المتزامن ِ و الحُزن ِ
عُدت ُ تناومت ُ
أنكرَني مَرقَدي .
و عند َ التماع ِ البريد ِ
أدَرت ُ الرسائل َ
( يا سيِّدي )
جاءني صوت ُ سَلّوم ِ
كالحُزن ِ
يَنهض ُ نحو َ السَّماوات ِ من مَعبد ِ
جاءني صوتُه
كالأغاني العتيقة ِ
تَهطِل ُ في الفجر ِ فوْضى
بلا مَوعد ِ
جاءني صوت ُ سلُّوم ِ
يُوقظ ُ يَومي عَلَى الشِّعر ِ
يُوقظُني
و العصافير ُ تُسبِل ُ أجْفانَها
و الصَّباح ُ نَدِي ْ

تَهدّج َ بالشِّعر ِ
أجّج َ بالذكريات ِ الصَّباح ْ
توهَّج َ
لَم ْ تطلع ِ الشَّمس ُ
ما رف ًّ تحت َ السَّماء ِ جَناح ْ

و هَا في يَدي الذِّكريات ُ..
الخواطر ُ تَزحمُني ..
و النِّداءات ُ تَتْرى،
القَوافي،
و عُشب ُ الضِّفاف ِ التي هَجرَتها القوافل ُ
حين َ اصطفاها ظلام ُ المَنافي ..
تَراقَص َ في داخِلي
عُشْب ُ  تلك الضِّفاف ِ
و أرَّقَني .

حِين َ أنْشدَني :
( صاح َ بي صاحِبي)
قلت ُ إن الصَّباح َ عَلى موْعد ٍ بالغِناء ْ
نظرت ُ...
العصافير ُ تُسبل أجْفانَها
و النسائم ُ تَبحث ُ عن ورْدة ٍ
في شحيح ِ الضِّياء ْ
و أنا مُجفِل ٌ مِن رَنين ٍ تَزامَن َ و الدمع َ
يُجزعُني ..
كم ْ تَوهٌمت ُ أن ّ الصَّباح َ يُغنِّي
إذا ما انبرَى شاعر ٌ في العَراء ْ
و أن ّ القصائد َ تَعفِق ُ أوتارَها
لِتفُض َّ الغِناء َ الذي ظَل ّ فِينا حَبيسا ً
و أن الغِناء َ
سَيُفني العَناء ْ !!

و حِين َ اسْتعِدت ُ الرِّسالة َ
أجْفلني صوتُه ُ
جاءني
مُثقلا ً بنُثار ِ الحُروب ِ الخَواسِر ْ
مُتّشحا ً
بِرماد ِ البُروق ِ الّتي نَفَقت ْ
و أنين ِ اللُّحون ِ التي سَقطت ْ
مِن ثُقوب ِالخواطر ْ

قُلت ُ:
يا صاحِبي !
هل ْ تُذكِّرُني  بالسُّلافات ِ قد ْ عَدِمت ْ مَن ْ يُباكر ْ؟
و الدِّنان ِ التي انْفض ّ مِن حوْلِها السَّامِرون َ
و حُزن ِ المعاني التي هجَرتْها الحناجر ْ ؟
أتُذكِّرُني بالخُيول ِ التي صَفَنت ْ
بانتظار ِ الفَوارِس ِ
عِند َ المقابر ْ ؟

قلت ُ أسأله ُ:
أمِن ْ لحظة ٍ في لَظى العُمر ِ
تَصْفُو بِظِلِّ سَحابة ْ ؟
أمِن مِعْبر ٍ في صَحاري الأسَى
و بِحار ِ الكآبة ْ ؟
جاءني صوْتُه:
تِلك َ أقدارُنا.. ( ملِك ٌ أو كِتابة ْ )
و إنا إلي غَدِنا سَوف َ نَسعى
بأحْزانِنا
الطِّين ُ لِلطِّين ِ
و الرُّوح ُ للرِّيح ِ
ما مِن رُقىً
أو ْ مُنىً
أو ْ مَثابة ْ.

كورالفيل ، ايوا ٢٠٠٨