ثقوب في الذات 

ثقوب في الذات                                                "حمزة كاكوم"  الغموض الكفيف، إزار الحياة الآنية،  ومزلق نفسي خطر من مزالقه ، واهم مايتألق في هذا المنحنى ، تقلص العقلانية ، والوجدانية ونقص في كيمياء مذاق الاستمتاع الحياتي،  بالوعي واللاوعي . يتحمل الانسان كثير من هموم الواقع ، الذي غاض فيه نبع الحب ، وجفت عواطفه في شقوق الارض ، فتلاشى كثير من القيم والمعاني الانسانية النبيلة ، فران الجفاف والبرودة ،على العلاقات الدافئة الحميمة، التي تربط بين الانسان ونفسه ، والارض والوطن .

ثقوب في الذات 

ثقوب في الذات 
                                              "حمزة كاكوم" 

 

 

 


الغموض الكفيف، إزار الحياة الآنية،  ومزلق نفسي خطر من مزالقه ، واهم مايتألق في هذا المنحنى ، تقلص العقلانية ، والوجدانية ونقص في كيمياء مذاق الاستمتاع الحياتي،  بالوعي واللاوعي .
يتحمل الانسان كثير من هموم الواقع ، الذي غاض فيه نبع الحب ، وجفت عواطفه في شقوق الارض ، فتلاشى كثير من القيم والمعاني الانسانية النبيلة ، فران الجفاف والبرودة ،على العلاقات الدافئة الحميمة، التي تربط بين الانسان ونفسه ، والارض والوطن .
تحنظل مذاق الحياة ، وورد ابناء الحب في الاحشاء ، والموت مجاناً بلا ملامح ، والناس سكارى وماهم بسكارى . 
في هذا الزمان ، اجيال مأزومة ، تعيش وسط خوف كبير وعريض على الذات والمصير،  يشعلون" السيجارة " هل هم يحترقون ام السيجارة التي تحترق ؟ وجيل لاينتمي،  لغير مخرجات عصره ، يعزي من يرثيه ، وآخر معلق بين سماوات المعقول واللامعقول ، منتظر ان ترعى الشياه مع الذئاب ، عوالم يسستدعي فهماً نقدياً ، وتشخيصياً نفسياُ ، بعيداً عن العواطف والمثاليات والاوهام الخرافية الاصول، لفهم  صيرورة حركة التاريخ الثقافي ، في اتجاه تفرعاتها وامتداداتها حتى الراهن ، والتي تشكل العولمة، إحدى تجلياتها ومسار تحولها الحاد ، في كثير من مظاهر الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ، التي تمثلها المخرجات الشعورية والذوقية والتفاهمية ، مخرجات التفوق التقني والتكنلوجي ، والوسائط الاجتماعية ، مراكز استقطاب ، وجذب وتحكم معرفي كوني ، تحاول الدول النامية الاستفادة بالتقليد ، عبثاً يفعلون . أشار البروفسير عون الشريف قاسم في مطلع ثمانينات القرن الماضي في اصدارته "في معركة التراث " بأن تستعد الدول وتحصن مداخل معارفها وعقولها  ، لكي تتعامل مع الوافد الجديد بندية ووعي ، وخلق  علاقات حوارية بين الأصل والعصر ، وماينسجم والواقع ، وإلا فإن للعولمة مقدرات اختراق الحصون ، ومايجري الآن للشباب واضح ، وقد اصبح العالم قرية ، كل المعلومات والاحاسيس وافرة .
الامة التي لا تقف  على ذاتها الثقافية ، تكشف سوءة عري ذاتها في الهوى دون هوية ، وتدور في رحى الانظمة الشمولية واحلام البناء الديموقراطي   الكذوب ، ويصير حوار البنادق البديل لحوار العقل والوجدان .
((إذا طغى عليكم احد ، تحدثوا ، فليس بالإمكان معاقبة الجميع )) ليس الخطر مايخرج من فوهة البنادق ، الاخطر إنفجار تراكم اجيال الغبن والآهات المكتومة ، كحال منازعة اخرس ، يلتمس الصياح، والنتيجة المعطيات الغير مشتهاه ، كما يقول الفيتوري .
ستشهد هذي الوديان 
حزناً لم تشهده من قبل ولا من بعد 
وسيموت كثير منا 
صمت البنادق ، مشروع امل متفائل ، تعبيد مسالك السلام ، مشروعية التلاقي بصدور مفتوحة ، لإفراغ الوجدان والتعبير العقلاني بلا تحفظ وفك أسر اللسان ، والاعتراف بتشكيلات الذات الآخر إنسانياً ووطنياً.
 فالهوية الثقافية ليس معطى جاهز ، هي شخصية حية ، قابلة للتقليص والتمدد وتشكل بمعطيات بيئتها وناسها وطبيعة حياتهم ، تعبر عن تطلعاتهم ، وقدرة تعاملهم مع الثقافات الأخرى ، قد ندخل معها في توافق وتآلف ولكل احلامه وطموحه ، الحد الادنى فهم بيَن مشترك ، تسهل إدارة التنوع ، ورغبة في تبادل المنافع ، انها طريق الانا للتعامل مع الآخر بوصفه تؤأم الآخر الواحد لا تبرز خصوصية الهوية الثقافية وتكتمل إلا إذا كانت قادرة على نشدان رحب مؤسس على تبادل المشاعر والاحاسيس الوجدانية الصادقة ، ذلك إذا تجسدت مرجعيتها في كيان مشخص ، تتطابق فيه ثلاثة عناصر ، الانسانية ، المواطنة ، والدولة .
هذا عصير الشمس فوق جبهتي 
هذا كساء امتي 
هذا انا وقبل عالمين كنته 
وبعد الف عام اكونه 
كفواعني البذاء والرياء 
هكذا انا 
لن تسلخوا كساء امتي 
هذا الكساء دمغتي 
للخروج من المأذق النفسي للعنف وتراكم  مظالم الماضي ، وتحطيم صنم الأنا الماضوي ، لابد أن يأخذ ثقافة الحوار موقعه، لأن الحوار صيغة حضارية وإنسانية رفيعة، وصيغة يدركه الحدث ويجلوه العقل ويحتضنه الوجدان .
وهي لاتهب قوتها الذاتية مجاناً ، دون خصم وتنازلات ، لانها لاتخضع لمظهريات وفوقيات ((وفرمانات)) ، ولغة النطح الفحولي ولا تقيم طلاسم في وحل الوجود ، لأنها تحمل روح التسامح الصادق، والمعايشة الواضحة المعالم ، ونفس لغة الآخر دون قناع ، هذا طقس يمثل سيادة الموقف النفسي الايجابي ، حيث الاحلام  و الآمال الكبيرة ، على مد الافق وحتماً سيأتي رغماً عن المنعرجات .
نعود من يدري ولا نعود
لأمنا الارض التي تحمل
في احشائها جنين هذا
الامل المنشود
وعمق هذا الحزن والوعود
تحوم حول نارنا فراشة الوجود
الكلمة كما في مسرحية عبدالرحمن الشرقاوي على لسان الحسين ، الكلمة نور وبعض الكلمات قبور – الكلمة حصن الحرية 
الكلمة شعارات او هتافات او خطاب، كلها ضد موقف ، لإحداث تحول على هذا الاتجاه (عوائق ومتاريس ) وزمن يتمدد بالالتزام ويقين المسعى، تتحقق اهداف التحول بقيمة الالتزام 
* اعادة النظر في الانحدار المريع على مستوى التعليم والركود القاتل على مستوى الابداع والانتاج الثقافي التي يرتكز عليها النهوض وحركة التغيير الشامل وتمكين الثقافة والثقافي من الريادة والقيادة لمد الوعي والاضاءة. 
توطين يعمق، التساكن التصالحي والحوار الوجداني الانساني بين المكونات الاجتماعية . 
تثبيت الهوية ، تراضياً واحترافاً، دون السقوط في وحل الانا وتقوية الهاتف الداخلي مع الآخر تواصلا متدفقاً 
تشخيص التراث  والهوية بينما هو يدحرج للتأخر وبين ماهو قابل للتخصيب والتطور والنجاة 
استيعاب مخاض ولادة، روائع منجزات الانسان العالمي دون الانفصال عن جزورنا واسقاط اصولنا ، وكما ذكرنا سلفاً في كتاب "في معركة التراث " للبروفسير عون الشريف قاسم.
التمكن من التصالح الذاتي بلقاء ذاتنا دون تهرب ،  ذلك لربح الرهان التاريخي ، دون ان نفقد المعطى الروحي  
استيعاب ثقافة الشباب بوعي ماهل والتآلف معهم،  والاعتراف بخطوات مصيرهم المستقبلي .
الاعتراف بالمرأة ، كمبدأ إنساني ، بفك الهم المشترك فهي لها اليوم  والغد  ومناصفة  في الحياة ، والاهم تخطي  شارات المفاهيم التاريخية المعقدة الاصول .
لنكون لابد من الاعتراف بالواقع الاليم ، وللتحول لابد من وعي ثقافي ، وان يكون المثقف في مقدمة حركة التحول .