فزاعة التاريخ
فزاعة التاريخ سونيا فرجاني. تونس ما لون وجهك أيّها النّحات الذي نقر وجهي على فزّاعة رخام في بيت الرّجل الذّي أحبّ؟ كان عليك أن تجلس قرب نافذتي كل صباح لتراني، فكرتك مليئة بالأخطاء.
فزاعة التاريخ
سونيا فرجاني. تونس
ما لون وجهك أيّها النّحات الذي نقر وجهي على فزّاعة رخام
في بيت الرّجل الذّي أحبّ؟
كان عليك أن تجلس قرب نافذتي كل صباح لتراني،
فكرتك مليئة بالأخطاء.
بقعة واحدة ،على مسلك الأرض لامعة ،كانت تكفي لأصل إليه،
لكنّك خرجت من مقطع الرّخام سريعا،
وتركت ثقبا فادحا فوق فكّي،يشبه ثقوب الأرض،
لا يصلح لعبور الضوء.
ألقيتَ نظرة خاطفة ،ومن سوء حظّي كتبتَها في الليل
ناقصة
تماما كما تراني .
الفزّاعة والقصيدة مشوّشتان ،
وخيالك أيضا.
في وقت غير متأخّر ،خرجتُ إلى البركة لأأنس بأصوات الضّفادع ،
كان حزني شراغف برؤوس ضخمة ،
وكان النّعيق قهقهة توجع عينيْ فزّاعة الرّجل الذّي أحب.
لم أعد أرغب في سقي الحديقة بالمرشّ،
هشّ هذا المكان هشّ،
ظهري تقوّس ولساني برُدَ
نقرته كلمات ساخنة ،فاحترق أو مات.
يصلح الرّماد لسدّ فراغ فكّي أيها النّحّات؟
لا يصلح؟؟؟
لماذا؟؟.
تمادى الفراغ على الفزّاعة
وعلى لحيتك وعلى فكّي،
فتبعك الرّسّام إلى مخدعي.
صوَّرَني،كاملة ،
وصوّر الرجل الذي أحبّه كاملا،
دون أن يقضم كفي وفكّي..
لا شيء معلّق الآن فوق الجدار،
تناطحت أحلامي،
فتكسّرت حاؤها فوقي.
الحبّ مشوّش والمنحوتة مشوّهة،
لابدّ من فنّ بديل،يأتي على جوع الذاكرة،
أو على جوع الطيور.
لابد من ثقوب خارج الجسد تنخل فيها محاصيل الرخام.