وزارة حمدوك الجديدة...الفرصة الاخيرة

لم تخرج قائمة الحكومة السودانية الجديدة التي اعلنها الدكتور عبد الله حمدوك ،عن التكهنات والتسريبات المعلنة من خلال دوائر مقربة من مجلس الوزراء او من الدائرة الحاكمة والمتحكمة في صنع قرار الحاضنة السياسية ،الحرية والتغيير .وظل سؤال السيطرة على صنع القرار في الفترة الانتقالية،يمثل السؤال الابرز عند كل مراقب حتي قطعت جهيزة قول كل خطيب ،بأعلان قائمة المجلس المركزي للحرية والتغيير المرفوعة للسيد رئيس الوزراء باعتبارها قائمة الوزراء الجدد.

وزارة حمدوك الجديدة...الفرصة الاخيرة

 

كليك توبرس-عامر محمد احمد.

لم تخرج قائمة الحكومة السودانية الجديدة التي  اعلنها الدكتور عبد الله حمدوك ،عن التكهنات والتسريبات المعلنة من خلال دوائر مقربة من مجلس الوزراء او من الدائرة الحاكمة والمتحكمة في صنع قرار الحاضنة السياسية ،الحرية والتغيير .وظل سؤال السيطرة على صنع القرار في الفترة الانتقالية،يمثل السؤال الابرز عند كل مراقب حتي قطعت جهيزة قول كل خطيب ،بأعلان قائمة المجلس المركزي للحرية والتغيير المرفوعة للسيد رئيس الوزراء باعتبارها قائمة الوزراء الجدد.

المفاجأة...

خلت القائمة الجديدة من وزراء وجد اختيارهم في الحكومة المنتهية ولايتها اجماعا غير مسبوق في تاريخ اختيار الوزراء في السودان وعلى رأسهم الاستاذ فيصل محمد صالح،احد ابرز وجوه ثورة ديسمبر 2018، التي اطاحت بحكم عمر البشير ،إلا أن اسئلة اداء الاعلام عقب الثورة ،وغياب الصحافة السودانية عن التأثير في الشان العام،كضحية من ضحايا القمع الانقاذي لفترات متطاولة جعلت من الوزير فيصل في مواجهة سؤال الاخفاق هو السؤال عن لماذا لم يستطع ترك بصمة إلا من ومضة هنا وهناك.؟ ،ونفس سؤال الصحافة، يمكن تعميمه على الإعلام السوداني الرسمي،إذ تميز بغياب التأثير،والبطء في التغيير .

الشخصية الثانية ،ولاء البوشي،التي سبق تعيينها الضجة ،وفي عملها في الوزارة،واجهتها الزوابع  ،في وزارة الشباب والرياضة،وكذلك ظل سؤال الإخفاق في ملف الشباب والرياضة متقدما على كل معارك الوزيرة داخل الحقل الرياضي وخارجة..ثالث الاسماء في متلازمة الاجماع على الاختيار ،وتقديم سؤال الاخفاق في ملفي التجارة والصناعة ،هو الوزير مدني عباس مدني،وكان اختيار (مدني) المنتمي لتجمع المهنيين، قد اثار كثير خلافات ،واسئلة حول اختيار عضو من تجمع المهنيين ،ايقونة الثورة ،للمشاركة في الحكومة الانتقالية ،وظل  تجمع المهنيين  في كل حراكه يسعي للسيطرة على القرار ،بأعتباره الحاضنة السياسية والنقابية للثورة ،إلا ان خبرة القوى السياسيةالموقعة على ميثاق الحرية والتغيير وبالأحرى -المجلس المركزي- ،تغلبت على حماس المهنيين .ومع شراكة مجلس شركاء الفترة الانتقالية ودخول اسماء شاركت في تجمع المهنيين الأول ،يصبح التحالف الجديد ،بين الحرية والتغيير وتجمع المهنيين( الأول) في ساعة وحقيقة الثورة ،بداية شراكة جديدة وتحالف عريض ،يشمل الدكتور حمدوك، والفريق اول البرهان،والجبهة الثورية ،والمجلس المركزي للحرية والتغيير ،ومن يرضى من لجان المقاومة،بدخول المجلس التشريعي.

نجاح وخروج..

بهدوء مع النجاح ،خرجت(لينا الشيخ) من الوزارة الجديدة،كوزيرة للعمل والتنمية الاجتماعية، وحلت محلها (تيسير النوراني) السياسية والناشطة المعروفة ،ودخلت (لينا الشيخ) الوزارة بهدوء،وكانت بعيدة عن الاضواء و قد سعت من اجل وضع قانون للنقابات العمالية  ،يكون مستوفيا لكل الشروط المهنية والقانونية والدولية،و نجحت بالمثابرة، والاصرار في وضع قانون النقابات العمالية 2020م.ورغم اكتمال القانون ،إلا أنه لم تتم إجازته في مجلس الوزراء وبذهاب (لينا الشيخ) فإن مسئولية اجازة القانون،تصبح من مهام الوزيرة تيسير النوراني،ويصبح السؤال عن مصير القانون في ارتباطه بالوزيرة السابقة وسؤال لماذا لم يجزه مجلس الوزراء حتى خروج الوزيرة(لينا الشيخ) من الوزارة؟

وزارة بعد الفشل.

كان الفشل الداخلي ،عنوانا لحجب نجاحات الدكتور حمدوك في الملفات الخارجية،بأستثناء ملف التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني ،والذي يمثل لطمة للثورة والثوار في بحثهم عن الحرية والسلام والعدالة.وبوصول الدكتورة مريم الصادق المهدي الي قيادة الدبلوماسية السودانية وزيرة للخارجية ،فإن سؤال التطبيع سيكون اول سؤال علي طاولة المرأة الثانية التي يتم تعيينها وزيرة للخارجية،منذ سقوط حكم الانقاذ . ومن الاسماء التي أثار ترشيحها عديد الاسئلة رئيس حركة العدل والمساواة الدكتور جبريل ابراهيم ،وترشيحه وزيرا للمالية وحتي الساعات الاخيرة كان السؤال عن تعيين زعيم العدل والمساواة من عدمه مطروحا حتى إعلان  تعيينه والسؤال عن مقدرة قائد العدل والمساواة ادارة الوزارة الأصعب  ،وكذلك السؤال الاصعب عن الانتماء السياسي والفكري  وإن كان كثيرا ماتتردد مقولة حمل السلاح ضد الانقاذ (يجب ماقبله). . ومن الاسماء التي مثل تعيينها مفاجأة رغم غياب عنصر الدهشة عن الممارسة السياسية السودانية ،(ابراهيم الشيخ) الرئيس السابق لحزب المؤتمر السوداني،إلا ان علاقة الشيخ مع المكون العسكري ،ومع رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان لعبت دورا كبيرا في وصول الشيخ لكرسي الصناعة ،والسؤال بوصول ابراهيم الشيخ الي كرسي الوزارة ،هل يعود الي رئاسة الحزب ،أم أن الرئيس الحالي المهندس عمر الدقير سيظل ممسكا بإدارة الحزب ،وبعيدا عن الجهاز التنفيذي بأعتبار مرشحا دائما لخلافة حمدوك بعد رحيل المرشح الأبرز والأشهر لهذة الخلافة الراحل الإمام الصادق المهدي.

لمن هذه الوزارة..

ماراثون تشكيل الوزارة الجديدة والثانية  في حكم الدكتور حمدوك،سبقتها كثير من الأحداث السياسية والتجاذبات بين فرقاء الساحة السياسية وظل سؤال الأحق بتمثيل الشارع مسيطرا!! وكذلك سؤال السلام ومن يملك الارض والجمهور في صراع المركز والهامش ،وكل هذه الصراعات ،والاسئلة ،المحك فيها نجاح الحكومة الجديدة في الملف الاقتصادي وتحقيق السلام على الأرض وكيفية التعامل مع البعثة الاممية والعلاقات الخارجية وعلى رأسها قضية( سد النهضة)والنزاع الحدودي مع الجارة الإثيوبية، والتطبيع مع الكيان الاسرائيلي، وهل تدعم إدارة الرئيس الأمريكي بايدن،التحول الديمقراطي،أم أن امريكا ظلت على الدوام تصنع الدول الصديقة في معامل مصالحها دون النظر الي الشعوب وبحثها عن الغد الأفضل..