قصة مسرحية بقلم : زين العابدين الحجّاز

قصة مسرحية    بقلم : زين العابدين الحجّاز

قصة مسرحية

 

بقلم : زين العابدين الحجّاز

 

( إمرأة قتلت بلطف   A Woman Killed With Kindness )

تدور القصة حول زوج وزوجته وضيف في منزلهما حاول الاستفادة من ضيافة الزوج لإغواء زوجته . عندما اكتشف الزوج ذلك فإن قراره بعقاب ونبذ زوجته قد أرسلها إلى طريق التدمير الذاتي . تتناقض هذه القصة مع حبكة فرعية في المسرحية تحكي عن رجل وشقيقته الفاضلة التي رفضت جهود شقيقها لزواج لا ترغب فيه لإخراجه من الديون .

بدأت المسرحية عندما كان الزوجان (جون) و(آن) يحتفلان بزفافهما بصحبة الأصدقاء والعائلة. لاحظ الجميع كم كانت (آن) جميلة وكيف كانت تخضع لزوجها بإخلاص . في حفل الزفاف رتب السير (أكتون) والسير (ماونتفورد) رهانا على مسابقة صيد بالصقور في اليوم التالي . في المسابقة صباح اليوم التالي  ذهب (أكتون) و(ماونتفورد) إلى ميدان للرهان بصقورهما. خسر (أكتون) الرهان  لكنه اتهم (ماونتفورد)  بخرق قواعد المسابقة. اندلع جدال بينهما وسرعان ما تحول الى معركة.  (ماونتفورد) قتل اثنين من رجال (أكتون) . نصحته أخته (سوزان)  بالفرار قبل أن ينتقم منه (أكتون) لكنه رفض  وسرعان ما تم القبض عليه من قبل الشريف. في تلك الأثناء كان (جون) يستمتع بحياته الجديدة كرجل متزوج ويفكر في مدى تمتعه بحضور زوجته الشابة الفاضلة . حينها وصل الشاب (ويندول) وهو عضو في مجموعة الصيد إلى منزله للإبلاغ عن وقوع معركة قاتلة . (جون) الذي أعجب بنضج ويندول قام  بدعوته للبقاء كضيف في منزله . (نيكولاس) خادم (جون) المخلص كان يشعر بأن هناك شيئًا غير جدير بالثقة بشأن (ويندول) لكن لا هو ولا خدم (جون) الآخرين قالوا ذلك بصوت عالٍ . أنفق (ماونتفورد) كل ثروته تقريبا لكي يخرج من السجن واحتاج إلى اقتراض المال من المرابي (شافتون) . دون علمه خطط (شافتون) لاستخدام ذلك الدين لكسب منزل أسلاف (ماونتفورد) والزواج أيضا من أخته (سوزان) . في منزل (جون) أصبح (ويندول) مفتونا بـ (آن) . على الرغم من أن ضميره كان يؤنبه إلا أنه وجد نفسه مبهورا دائما بجمالها . عندما غادر (جون) في رحلة عمل (آن)  أخبرت (ويندول) بأن (جون) كان يتمنى أن يؤدي ويندول دوره في الأسرة أثناء غيابه .غلب (ويندول) على أمره فأخبر (آن) عن مدى حبه لها . في البداية قاومته ولكن تم التغلب عليها بإصراره على أنها تستطيع أن تحبه هو و(جون) معا في وقت واحد . دون علم كلاهما سمع (نيكولاس) حديثهما وتعهد بلفت انتباه  (جون) إلى تلك الحالة . مع حلول وقت سداد ديون (ماونتفورد) الى (شافتون) حاول (شافتون) شراء منزله وطلب سجن (ماونتفورد) عندما رفض البيع . عندما سمع (أكتون) بسوء حظ (ماونتفورد)  قرر إغواء (سوزان) كإنتقام له من (ماونتفورد) ومع ذلك عندما قابلها وقع في حبها بصدق . عاد (جون) الى منزله وعلم من (نيكولاس) بما حدث في غيابه . مصمما على كشف الحقيقة صار(جون) يراقب زوجته (آن) و (ويندول) عن كثب . سرعان ما اتضح له بأن (نيكولاس) كان يقول الحقيقة .عندما لم تتمكن (سوزان) من الحصول على مساعدة لأخيها (ماونتفورد) من عمها أو زملائه الأثرياء الآخرين اتصل بها (أكتون) وعرض عليها تسوية ديون أخيها .  (سوزان) رفضت  لكن (أكتون) تصرف على أي حال و قام بتسوية ديون (ماونتفورد) دون الكشف عن هويته. غضب (ماونتفورد) عندما علم بأن (أكتون) هو من قام بذلك واعترفت (سوزان) بأنها تعتقد بأنه قد فعل ذلك بسبب افتتانه بها . شعر (ماونتفورد) بالخجل من ديونه ل (أكتون) وشعر

بأن الشيء الوحيد الذي يمكنه فعله هو سداد ديونه من خلال تزويج (سوزان) له . في منزل (جون) قدم (نيكولاس) رسالة مزيفة رتبها (جون) ستأخذه بعيدا في رحلة عمل أخرى . (ويندول) الذي كان سعيدا برحيل (جون) لم يضيع أي وقت في إغواء (آن) مرة أخرى لكن ضمير (آن) ضايقها بشدة . لقد شعرت بالذنب من علاقتها مع (ويندول) ولم تعرف بأن (جون) كان في الواقع يراقبهما طوال الوقت . (جون) اقتحم المنزل وهاجم (ويندول) بالسيف فأوقفه أحد الخدم من قتله. طلبت منه (آن) في خجل بأن يقتلها لكنه قال لها بإن الموت خير لها . أخيرا نفاها إلى منزل صغير في الحوزة حيث عاشت في عزلة ولم تراه مرة أخرى .إقترح (ماونتفورد) على (سوزان) بأن تتزوج من (أكتون) مقابل تصفية ديونه . إعترضت (سوزان)  على اقتراحه من باب الفضيلة فقال (ماونتفورد) بأن روحه لن تكون قادرة على الراحة حتى يتم سداد ديونه الى (أكتون) . تراجعت (سوزان) على مضض وعندما وصل (أكتون) إلى منزلهما عرض عليه (ماونتفورد)  باستياء الزواج من أخته (سوزان)  كدفعة من الديون . تم التغلب على (أكتون) بتلك البادرة . (أكتون) رجل ثري  لم يكن ليحلم أبدا بالزواج من امرأة من فئة أقل منه لكنه قال بأنه سيفخر بأن يتخذها زوجة له . في تلك الأثناء تم إرسال (آن) على مركبة إلى المنفى مع خدمها . قدم لها (نيكولاس) آلة عود موسيقية  قبل أن تغادر لكنها لم تستطع إلا أن تفكر في الزواج الذي تركته وراءها . إلتقي بها (ويندول) على الطريق  قأدرك أيضا خطأه وحاول التعبير عن أسفه لها . ومع ذلك خوفا من أن يغريها مرة أخرى وصفته (آن) بالشيطان و أمرت سائق المركبة بالابتعاد عنه واصطحابها إلى المنزل حيث ستعيش حياتها بمفردها . بعد فترة وجيزة علم (جون) بأن زوجته (آن) على وشك الموت ولم تتعافى من حزنها وندمها . ذهب إليها وهي لا تزال على قيد الحياة فأخبرها بأنه قد غفر خطاياها وسمح لها بالموت بضمير مرتاح . بعد أن ماتت طلب (جون) شاهدا لكي يوضع على ضريحها مكتوبا عليه : " امرأة قتلت بلطف زوجها ".

(إمرأة قتلت بلطف) مسرحية للكاتب المسرحي البريطاني (توماس هيوود)  تم عرضها لأول مرة في عام 1603 ونشرت في عام 1607 . لاستكشافها لموضوعات النشاط الجنسي الأنثوي  والعلاقات بين الرجال والنساء في ذلك الوقت والأعراف الاجتماعية للعصر الإليزابيثي  فان تعتبر (امرأة قتلت بلطف) تعتبر تحفة الكاتب (هيوود) ولا تزال تقرأ وتدرس حتى اليوم . تم اقتباس حبكتها إلى حد كبير من رواية إيطالية كتبها (إليسيني)  ترجمت وأعيد طبعها في عام 1566 كتاب " قصر المتعة " للكاتب (ويليام بينتر) . كان  الكاتب (توماس هيوود) شخصية بارزة في المسرح الإليزابيثي واليعقوبي و اشتهر بمسرحية " إمرأة قُتلت بلطف ".  شارك في كتابة أكثر من مائتي مسرحية وكان أيضا كاتبا للشعر والنثر  ويعتبر من رواد المسرح الإنجليزي إلى جانب ويليام شكسبير .