السودان ومصر.. نحو افق جديد للمصالح الاستراتيجية.

عندما قال وزير خارجية أثيوبيا  في تلك الفترة (جيدو اندراجاشيو) عقب انتهاء المرحلة الأولى لبداية تخزين المياه بسد النهضة ، مخاطبا شعبه: "نهنئكم، كان نهر النيل وأصبح النهر بحيرة، ستحصل منه أثيوبيا على التنمية التى نريدها،

السودان ومصر.. نحو افق جديد للمصالح الاستراتيجية.

السودان ومصر.. نحو افق جديد للمصالح الاستراتيجية.

الخرطوم -كليك توبرس-عامر محمد أحمد ..

عندما قال وزير خارجية أثيوبيا  في تلك الفترة (جيدو اندراجاشيو) عقب انتهاء المرحلة الأولى لبداية تخزين المياه بسد النهضة ، مخاطبا شعبه: "نهنئكم، كان نهر النيل وأصبح النهر بحيرة، ستحصل منه أثيوبيا على التنمية التى نريدها، في الواقع النيل لنا" و أكدت  الايام ان  سياسة الأمر الواقع، التى تريد فرضها إثيوبيا على السودان ومصر، ستكون تكلفتها عالية ،وأن شرعية حكام السودان ومصر مرتبطة أساسا بالحفاظ على حصصهم من المياه وانسيابها إلى دولتى الممر والمصب .. ومابين سياسة الأمر الواقع الاثيوبي،وبسط سيطرة السودان على حدوده الشرقية وتحريره للفشقة، ،ابتدأت  اثيوبيا في اللعب على كل الاوراق ،حتى وصل الأمر بسفيرها السفر الي الحدود وهو يعلم ان الحدود مغلقة ،وانها تحولت الي منطقة عمليات . المندوب السامي الاثيوبي أراد الوصول الي بلاده دون ان يخطر سلطات الدولة التي يقيم فيها ويستأذن من سلطاتها الرسمية.!!.والسؤال الذي لا أجابة لها لماذا تتعامل اثيوبيا مع السودان الديمقراطي هذا التعامل البعيد عن اللياقة  واخلاق الدبلوماسية،؟وكانت من قبل تفرش البساط الاحمر في بحر دار،فهل كان الثمن (الفشقة) في احترام الشمولية،واستمرار الاحترام مقرون بديمومة الاحتلال لمنطقة الفشقة، ودخول اثيوبيا في الوساطة بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري إبان ازمة الانتقال الي تكوين الحكومة الانتفالية، ماهو ثمنه في حسابات حكومة( أبي احمد) ؟؟ وإن كانت الوساطة الحقيقية من الاتحاد الافريقي  وجهوده وايضا لولا مأدبة عشاء سفراء الغرب الاوروبي وثقافة  الاجاويد السودانية(باركوها ياجماعة) لأستمرت الوساطة الاثيوبية  الي يوم الناس هذا.

دولة عظمى..

استثمرت اثيوبيا في الاضطرابات السودانية منذ فجر الاستقلال وماقبله ،إذ لم تكن بعيدة عن تغذية الروح الانفصالية في جنوب السودان وكانت وكيلة  عن قوى دولية او  صاحبة حق تراه بمقايضة غير نزيهة لصالح ابتلاع اريتريا  واستمرار احتلالها .ومع نظام الانقاذ الملفوظ  دوليا،مارست اثيوبيا الرسمية كل انواع الابتزاز في قضم الاراضي السودانية الحدودية وفي مساعدة النظام البائد في سياسته الخرقاء بأطالة أمد الازمة السياسية السودانية بالحوار ،والتفاوض فقط بغرض اطالة عمر النظام الهالك..كانت اديس ابابا تلعب على حبال الخلافات السودانية المصرية لسنوات ، تمتد من محاولة اغتيال الرئيس مبارك  الي سقوط النظام ومن نتائج هذا الاستثمار مشروع سد النهضة . وكان السودان في كل مراحل التفاوض حول السد إبان عهد الانقاذ او السنة الاولى من حكم حمدوك ،يقف إما متفرجا، محايد،ا باهتا أو منحازا لرؤية اثيوبيا واستمر هذا الموقف الي وقت قريب بمقياس زمن الازمة.

عودة الروح...

كانت زيارة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك الي اثيوبيا قبل شهور والعودة الي الخرطوم بعد ساعات ،البداية لفتح السودان ملف العلاقات مع اثيوبيا بدون قيود ولاتزال هذه الزيارة تمثل لغزا محيرا.ويقول خبراء في الشأن السوداني ،ان الدكتور حمدوك، كان يحمل مقترحات حول الفشقة-سد النهضة-ازمة اقليم تغراي ،إلا ان العناصر القومية المتطرفة المكونة لحكومة أبي احمد،نظرت من خلف الشباك وارادت فرض الهيمنة الاثيوبية والوصاية على السودان ،علما بأن اثيوبيا الفيدرالية تعلم جيدا ان السودان ضعيفا او قويا من الصعب فرض أمر واقع عليه لايرصاه وهذا ماتحقق في الفشقة ويتحقق الان في ملف سد النهضة والتعاون السوداني المصري سياسيا واقتصاديا وعسكريا كبداية حقيقية لتصحيح مسار التفاوض حول اتفاقية قانونية وفنية ملزمة للطرف الاثيوبي في معادلة أمن واستقرار المنطقة وحل نهائي لأزمة سد النهضة.

رباعية دولية..

لقاء الدكتورة مريم المهدي وزيرة خارجية السودان بنظيرها المصري الدكتور سامح شكري  في القاهرة وتزامنها مع اتفاقية عسكرية بين الجيش السوداني وشقيقة المصري حول التدريب وحفظ أمن الحدود  تمثل ابلغ رسالة للاشقاء في اثيوبيا المتجاوزين لكل خيوط طول وعرض العلاقات الاخوية بوصفهم للجيش السوداني بالجناح العسكري للحكومة المدنية"يبدو ان هناك مترجما فاشلا قد ترجم للخارجية الاثيوبية كلمة(المكون العسكري بأنها الجناح العسكري للحكومة السودانية" وكذلك التعامل مع الحكومة السودانية بلغة نشطاء سياسيين سودانيين ووصف الحكومة الانتقالية بأنها عميلة لطرف آخر والإشارة  الواضحة لمصر..هناك ازمة خطاب سياسي ودبلوماسي للشقيقة اديس ابابا..والاشارة الابلغ ان الخارجية السودانية قد اكدت انها لن تغفر هذه الاساءة.. ومابعد تحرير الفشقة وبسط السودان سيادته على ارضه كان لابد للسودان من التنسيق مع شمال الوادي في قضية مصيرية متمثله في سد النهضة،ورفض سياسة فرض الأمر الواقع الاثيوبي والتعامل مع السودان ومصر بأعتبارها دولة عظمي ،تفرض شروطها على الدول الصغيرة والضعيفة ،والسؤال من يرسم لاديس ابابا سياستها الخارجية ويضللها ؟؟ ولماذا في كل يوم تمضي حكومة أبي احمد في طريق فرض عزلة على نفسها؟.ولعل مقترح السودان حول رباعية تضم امريكا والاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي واثيوبيا والسودان ومصر جاء في وقت مناسب من اجل وضع النقاط على الحروف ،ومن ابرز النقاط المهمة مع اقتراح الرباعية الدولية،التنسيق السياسي والعسكري ووضع العالم امام مسئوليته للحفاظ على الأمن في منطقة حيوية ومهمة جغرافيا واقتصاديا وسياسيا وان زعزعة الاستقرار فيها ستكون عواقبه خطيرة ،وفي نفس الوقت فإن السودان ومصر وضح تماما بأنه لصبرهم حدود،فإذا رفضت اثيوبيا مقترح الرباعية ،ستصبح في عزلة دولية واذا وافقت على الرباعية ومارست التعنت والتسويف وسياسة فرض الأمر الواقع،تحولت دول الرباعية بمافيها مصر والسودان شهودا عليها واي خطوة يتم اتخاذها ضدها لن تجد الاعتراض من المنظمات الدولية والاقلبمية،.والسؤال من اين تستمد اثيوبيا هذه القوة في مواجهة السودان ومصر والاجابة بسيطة بساطة الناطق الرسمي باسم خارجية اثيوبيا وهي في مخاطبة السودان في ان السد لصالحه، ومخاطبة مصر بأن السودان سيكون في صف اثيوبيا لأن السد يخدم مصالحه!! وهذا ماروج له اعلام النظام البائد وصدقه وروج له من قام فكرهم على الوقوف ضد كل مامن شأنه حفظ مصالح السودان و مصر.  وفي تصريحات سابقة ، يقول الناطق بأسم الخارجية الاثيوبية" الناطح الرسمي": بان السودان استغل الاضطرابات في بلاده واستولى على اراضي متنازع عليها، والصحيح ان اثيوبيا قد استغلت تورط النظام الانقاذي في جريمة محاولة اغتيال الرئيس الراحل حسني مبارك وقتلت وشردت آلاف المواطنين السودانيين.واذا كانت المناطق متنازع عليها فالسؤال ،لماذا لم تعترف اثيوبيا بأنها مناطق نزاع حدودي إلا بعد ربع قرن من الاستيلاء عليها؟ ، وتشريد الآلاف وقتلهم بدم بارد . . اثيوبيا تحتاج الي ناطق لاتختلف ترجمة كلماته من لغة الي أخرى،بحبث يتحول اعادة انتشار الجيش السوداني في الحدود الدولية بين الدولتين  الي اعتداء على اراضيها وأن لايكذب الناطق و(الناطح الرسمي) بأسمها، بأن الحدود المعروفة والمعترف بها  في كل مواثيق الامم المتحدة...متنازع عليها.

..