ظلام يسيل

ظلام يسيل د. بشرى الفاضل.. كندا مدينتنا ادخرت ضوءها للظلام الأخير ولكنه جاءها سائلاً وفاجأها أحدباً مائلاً

ظلام يسيل

ظلام يسيل

د. بشرى الفاضل.. كندا

 

 

مدينتنا ادخرت ضوءها للظلام الأخير
 ولكنه جاءها سائلاً
وفاجأها أحدباً مائلاً  
 يمضغ الحب مستمتعاً دونما جلبة
وخواء له بات منتفخاً هائلا
رافعاً صوته لمقام القضاء
خافضاً سوطه لمقام النذير
لا خوار له أو زئير
 سيف أنوارنا كان ملتمعاً في سنا برقه
 فنبا
وجواد يظن الظلام غديراً
 أراد عبوراً بقفزته
فكبا
هل رأيتم ظلاماً يسيل؟
 كيف زاغت خيالاتكم
 ليس هذا بنيل
 لا ولكنه الكون فانقلبا
سائلاً صائلاً جائلا.
يصعّرِ حسن الأسيل
 يغرِّب لون الأصيل
 ويمحو عن الصافنات مشاعرها والصهيل
 فيغمر ساحاتنا بالوغى
ناشراً دفق مادته العدمية
 يشهق دون زفير
وعمرانه كان قطرانه
فحدائق أمداننا  احطوطبت
ومدت لأذواقنا حطبا
وقال الذي جاء يرثي البيوت
ويبكي الوطن:
كان شوقي منحدراً نحوه
 نحوهم
كهواءٍ غليظ الزوايا
 هوى  وأصابهمُ بالوهن
 ما تفيد النوايا بعيد فوات الأوان
إذا انحطم الليل فوق رؤوس الكلام
 ثم سال الظلام
 وشج الفريق بمكرٍ وصمتٍ
 كأن أفاعيله في الخراب
والحريق
من بنات السلام
ظلام يسيل
 سيفهم فنبا
وحصان لهم فكبا
 وسدودهمُ في انهياراتها
 شابهت مأربا.